في حبك لا يضنيني أن أبقى فرداً
فأنا لم أحلم منذ بدأتُ الرحلةَ
أنْ تعطيني الزرقةَ والأشجارَ
وأن تغرس للرمل خزامى
أنْ تفتحَ إنْ طرقتْ عيناي البابَ
وأنْ تُمطرَ إنْ عطش الطفل الراكضُ..
لم أحلمْ..
لمْ أجسر أنْ أحلمَ إلاّ ببياض اللوحةِ والقلبْ.
لم أدفعْ إلا بالحبِّ
ولم أسألْ في عتمة أيامي:
لو أنّا نقتسم’ بقدرِ الحبْ.
في حبك، والقلب دليلي،
نامتْ أنفاسُ الليل
وأحلامُ الناس،
وظلّ البردُ على قدميه يحاصرُ أطرافي،
نمتَ، ونام الحراسُ
ولم أوقظْ شمسَكَ كي تُدفئَ روحي
بلْ سهرتْ أغصانُ القلبِ على حلْمكَ
حتى عانقه الفجرُ بفاتحةٍ من مطرٍ وصهيلْ.
مجنونٌ بالرمل وبالنخلِ
ولا أطلب في زمن تتساوى فيه الأشياء
ويكثرُ فيه العداؤون إلى غير جبينك
غيرَ الفسحة..
غيرَ مكانٍ أصغر من حجم الكف الناحل
أفضحُ في عينيه جنوني.
في حبك أقبلُ..
لا أقبلُ غيرَ يقيني.
mjharbi@hotmail.com