أما وقد خرج علينا الشيخ عبدالمجيد الزنداني «بلحمه وشحمه» ليعلن عبر إحدى الفضائيات بأنه قد اكتشف فعلاً مركباً عشبياً يؤدي إلى القضاء على مرض «الإيدز»، ويضع حداً لمعاناة ملايين البشر.. فإن من حقنا - كعرب ومسلمين - أن نفرح، ونفرد هاماتنا للشمس والضوء.. فلم نعد عالة على الأمم المتقدمة.. بل بتنا مشاركين في المنجز العلمي الإنساني من خلال تركيبة الشيخ السحرية!
أنا أعرف الشيخ الزنداني كعالم دين ذائع الصيت.. وخاصة فيما يتعلق بالإعجاز العلمي في القرآن الكريم، وكمحدّث بارع يجيد الحوار والإقناع.. لذا فنحن ندعو الله أن تكون تركيبته العشبية ناجحة في القضاء على المرض.. لنفخر أولاً بهذا الإنجاز غير المسبوق.. ولنرد ثانياً على من يشكك في قدرة الشيخ على تحقيق ذلك.
والحقيقة أن تجربتنا في الوطن العربي مع «مدعي» الاكتشافات المذهلة في القضاء على مختلف الأمراض غير مشجعة وتدعو إلى السخرية.. فقبل ربع قرن خرج علينا الدكتور الشهير أحمد شفيق «الطبيب المصري المعروف» ليعلن في مؤتمر صحفي تناقلته وسائل الإعلام حينها عن اكتشافه علاجا ًمذهلاً لمرض «الإيدز» وأنه في طور الإنتاج، ولم يمضِ كثير من الوقت حتى مضى الدكتور شفيق إلى رحمة الله وتبعه اكتشافه الخطير.
وهناك ادعاءات كثيرة.. تظهر كفقاعات الصابون ولكنها ما تلبث أن تنطفئ ويخبو ضوؤها حين تخضع للكشف العلمي الدقيق.
ولعل الشيخ الزنداني.. يعرف خطورة «الادعاء»، وإطلاق الكلام على عواهنه.. خاصة في مسألة علمية تخضع للتجريب العلمي في المختبرات والمعامل.. وتظهر نتائجها على المرضى.. ولا مكان للتخمينات والنوايا الحسنة.. مما قد يفقده رصيده لدى عوام الناس من محبيه والمعجبين بعلمه وتقاه. ومن هنا فإننا نريد أن يتحدث المرضى الذين ساهم الشيخ في علاجهم، وشفوا من المرض تماما، بعد أن غادر الفيروس دماءهم إلى غير رجعة، ونريد بالتالي أن تتحدث وزارة الصحة اليمنية عن هذا العلاج ؛ خاصة وقد ذاع خبره بينما التزمت الصمت، ولم تمنح لخلطة الشيخ السحرية براءة اختراع.. أو توصية.. في الوقت الذي طلب فيه الشيخ «الزنداني» من شركات الدواء العالمية تقديم عروضها لإنتاجه.
الشيخ «الزنداني» ليس الوحيد في هذا الشأن.. فقد خرج علينا قبل أسابيع فخامة الرئيس الغامبي «يحيى جامع» ليعلن على شعبه المبتلى بهذا المرض.. أنه «قرب الفرج» بعد أن اكتشف دواءً ناجعاً يقضي على «الإيدز».. فقد رأى في منامه أحد أقاربه المتوفين يقدم له وصفة طبية أثبتت فاعليتها ونجاحها.. بشهادة وزير صحته! أي والله!
«لقد لخبطونا»، ولم يبقَ لنا إلا أن نتساءل:
من تكون له الغلبة في النهاية.. تركيبة الشيخ «الزنداني» بسحنتها العربية وحكمتها اليمنية.. أم بتركيبة الرئيس «يحيى جامع» ذات الأصول الإفريقية؟!
ما عدنا ندري.. أهي أضغاث أحلام.. أم حديث خرافة.. أم ماذا يا ترى؟
وإلى أن يفلج النور.. وتسطع الحقيقة.. دعونا ننتظر!!
alassery@hotmail.com