فاصلة:

(بانتظار أن ينبت العشب يموت الحصان)

- حكمة لاتينية -

ماذا نعرف عن مشاكل الصم ما لم يكن في أسرتنا أصم حتى نعيش معاناته ونتفهم مشكلاته.!!

لدينا في السعودية 88 ألف أصم بينما يوجد شح كبير في المترجمين..

وفي المنطقة الشرقية وحدها 7000 أصم حسبما كشف الأستاذ ضيف الله الغامدي، مدير عام الجمعية السعودية للإعاقة السمعية بالشرقية، لكن يوجد مترجم واحد فقط لكل ألف أصم تقريبا، الأمر الذي يتطلب لائحة انتظار قد تمتد لأشهر حتى يتمكن أحد الصم من إنجاز أعماله، في ظل النقص الكبير في عدد المترجمين وتزايد حجم الاحتياج لهم.

في الدمام فقط 4 مترجمين ولكم أن تتخيلوا الصم إذا راجعوا الدوائر الحكومية أو المستشفيات حجم المعاناة التي يعيشونها للتواصل مع الآخرين وقضاء معاملاتهم.

في مدارسنا لا تدرّس لغة الإشارة لكن نهتم بإدخال اللغة الفرنسية وربما الألمانية كمواد اختيارية !!

والمفارقة أن المترجمين رغم قلة عددهم عاطلون عن العمل !!

ولأننا أفضل من يكّون اللجان فلدينا (اللجنة السعودية لخبراء ومترجمي لغة الإشارة بالسعودية.. والاتحاد السعودي لرياضة الصم) برئاسة الأستاذ: سعيد بن محمد القحطاني لكننا لا نعرف ما الذي قدمته للصم مثلما لا نعرف ما قدمت الجمعية السعودية للإعاقة السمعية.

وقبل ثلاث سنوات ابتكرت الطالبة أسماء الحارثي من الثانوية العاشرة بالمدينة المنورة جهاز هاتف خاص يعين الصم على التعامل السهل مع المكالمات الصادرة والواردة بواسطة لغات الإشارة وتحويل مفاتيح الجهاز من أرقام إلى رسومات وإشارات مفهومة لدى الصم والبكم.^

وبالضغط على المفاتيح تتحول الرسائل إلى إشارات خاصة يستوعبها الصم والبكم بسهولة فائقة..لكن أين أسماء الآن وأين الاختراع؟.

المؤلم أن هناك نسبة كبيرة من التلاميذ الصم يعانون الوحدة النفسية والاكتئاب حسبما أشارت الأستاذة فاطمة الحلال الأخصائية النفسية بمعهد الأمل للصم بحائل في محاضرة حيث بينت أن بعض الدراسات ترى أن نسبة التلاميذ الصم الذين يعانون من الوحدة النفسية والاكتئاب تتراوح بين 37 و45% في حين تتراوح نسبة التلاميذ العاديين والذين أيضا يعانون من الوحدة النفسية والاكتئاب بين 10 - 25%.

لكن هناك خبر جيّد في جدة فقد أُطلقت خدمة الإصلاح بين الزوجين الصم..

لذلك على الأصم أن ينتظر حتى يتزوج وتزيد مشكلات تواصله ليبدأ حياته بالمقلوب... أقصد من جديد !!