إن للفنان الحديث فلسفته الفكرية الخاصة به وبعالمه التشكيلي وذلك لتعدد وتنوع مصادر الرؤية المختلفة وكذلك الحرية التشكيلية والتعبيرية التي حررته من قيود الماضي والخضوع لنمط فكري واحد في النحت، حيث يعد مجال فن النحت من أكثر مجالات الفنون تطوراً طبقاً لمتغيرات العصر التي تحيط بالفنان التي تتيح له حرية التجريب لما يتسم به هذا المجال من مرونة في التشكيل الفني وبما يقدمه المجرب من حلول مختلفة لموضوع ما أو قطعة تشكيلية معينة إضافة لتطور المفاهيم المتمثلة في مدركات الفنان العقلية والحسية كإنسان يتأثر بالبيئة والعصر وما يحدث به من تغيرات، فلقد سعى النحات إلى التبسيط والحذف والإضافة وتغيير معالم الأشكال المألوفة للخروج من قالبها الشكلي الذي اعتدناه حيث ظهرت أعمال نحتية خالية من التفاصيل الثانوية وبدت في هيئة حيوية وهندسية بعيدة عن الرؤية الواقعية فشجع الفن الحديث على هذا النوع من النحت الذي يعتمد على إنشاء الشكل وبنائه باستخدام النحات لأغلب الخامات كالخشب والحجر والمعادن المختلفة والمواد البلاستيكية وتنفذ هذه الأعمال بواسطة التجميع والوصل واللحام وذلك للوصول إلى نتائج تختلف عن الحفر والنحت المباشر في الكتلة حيث يسعى الفنان من خلال عمله لتقديم رؤية فنية مغايرة للعمل النحتي كما يستطيع الفنان إضافة مثيرات ومؤثرات صوتية وحركية وضوئية لعمله النحتي مثل أعمال الفنان ألكسندر كالدر -Alexander Caledr التي تتحرك بواسطة الهواء وعرفت باسم «Mobiles فلم تعد الأرض هي قاعدة أعماله بل السقوف والجدران فظهرت أعماله كأنها فراغات منحوتة داخل الفراغ الكبير، هي دعوة لتأمل البيئة من حولنا فهناك الكثير من المفردات والمعطيات التي تدفعنا أن نحاول أن نركّب عملاً نحتياً وتبقى التجربة خير برهان.