كتب - فهد الشويعر :
كانت حفلة جدة الثانية ليلة الخميس الماضي (22 يوليو) نتيجة طبيعية لابتعاد خالد عبدالرحمن عن الأجواء الفنية وضعف إمكاناته بعد الحضور الجماهيري المتواضع الذي شهده الحفل.
خالد عبدالرحمن بدأت أسطورته بالتلاشي مع وعي الجمهور، ولم يعد يقف على بساط سُحب من تحت قدميه (فنياً)، وتنازل بمحض إرادته ورغبته عن لقب (الفنان الجماهيري)، ولم تعد جماهيره تأتي زرافات ووحدانا إلى حفلاته الغنائية، وبات (كعادته) مرتبكاً، ولم يكن له أية علاقة بالطرب، ومتمسكاً بالنشاز الذي لازمه منذ مطلع التسعينيات.
أغلب الجمهور الحاضر خرج بخيبة أمل إزاء هذا الحضور (الباهت) لخالد عبدالرحمن وغيابه عن أجواء الحفلات الفضائية (المباشرة) وعزوف متعهدي الحفلات عنه وتركيزه على هوايات أخرجته من الجو العام، وفوقيته على زملائه الفنانين واستغنائه عن أهم عوامل نجاحه وهو مدير أعماله (السابق) علي سعد واعتماده على شقيقه الذي لا يمتلك الخبرة السابقة.
نتحدث عن خالد عبدالرحمن (فنياً)، وهي حقائق يجب على (ما تبقى له من جمهور) استيعابها جيداً وتفهمها، وأن (بقاء الحال من المحال)، وحفلة جدة التي دخلت على أجندته (فجأة) وأنقذته من مواصلة الغياب فرصة جيدة وممتازة للهدوء قليلاً ومراجعة الحسابات وقراءة الورقة (ليس بالمقلوب كالعادة) ولكن بشكلٍ صحيح ومتأنٍ.
خالد عبدالرحمن يمتلك مقومات فنية صوتية متواضعة، وهو يعلم ذلك جيداً أو يعترف به، وله أعمال ممتازة وناجحة، وكان له جمهور كبير، ونال دعماً من كل مكان وصل إلى اللا معقول حتى قورن بالكبار، لكنه لم يحسن هذه النعمة، ووجب عليه وضعها في عين الحسبان.
لن نختلق حقائق من عندنا، لكنه واقع بأن امتلأت الصالة المغلقة ليلة الأربعاء لحفل الفنان (الجماهيري) رابح صقر عن بكرة أبيها بأكثر من خمسة آلاف شخص، ومثلهم بقي خارجاً، فيما حفل خالد عبدالرحمن كان بحضور ضعيف عكس واقع الحال.
لسنا في مقارنة (فنية) حتى لا نظلم أحدا، لكننا نتحدث عن واقع ملموس لا تجب المكابرة عليه حتى لا تستمر المشكلة.