منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر، ونحن نشاهد تكتلاً دولياً قائماً على مبدأ الشراكة المتكاملة، والمصالح المتبادلة؛ لمواجهة ظاهرة الإرهاب، والحد منه، والعمل على مدافعته، - نظرا - لما يمثله الإرهاب من مخاطر في ضوء تفشيها على الساحة الدولية، حتى بات من المؤكد القول: إن هناك «عولمة للإرهاب»، مع أنه لا يمكننا أن نغفل الحديث عن نظم سياسية، كان من مصلحتها دعم خلايا إرهابية - مالياً وتقنياً -، والتفاهم معها؛ من أجل إخلال الأمن في دول أخرى، وتكبيدها خسائر فادحة.
- وسواء - كان الإرهاب فعلاً، أو رد فعل، فهو عمل غير مشروع، لا يمكن قبوله مهما كانت الأهداف التي يسعى إلى تحقيقها؛ بل أصبح على مستوى العالم يشكل انحرافاً فكرياً، يخضع لأيديولوجية مقيتة، تهدد أمن الشعوب، وتؤرق الباحثين عن السلام والاستقرار، وتستفز الأديان السماوية، والمشاعر الإنسانية، والضمير العالمي.
يمكن القول اليوم:
إن ما تقوم به «حملة السكينة»؛ لمواجهة الفكر الضال عبر موقع الحملة، هي حلقة مهمة في حث المواطن على المشاركة في المنظومة الأمنية، مما يدل على أهمية مواجهة الإرهاب بشكل جماعي، وما عدا ذلك سيكون أثره غير فعال، - أي - إذا كانت الجهود فردية؛ - ولذا - فإن نظرة سريعة على عدد من طلبوا الانضمام إلى التجنيد في الحملة، والذين وصل عددهم إلى «900» شخص، يؤكد أهمية توسيع دائرة التحصين الفكري عن طريق المشاركة الجماعية، ومواجهة الفكر بالفكر، وهو ما أكده رئيس «حملة السكينة»، الشيخ عبد المنعم المشوح، من العمل على: «تحويل قضية مواجهة الإرهاب من قضية نخبوية مؤسسية، إلى قضية مجتمعية شعبوية، يستطيع الجميع المشاركة على اختلاف توجهاتهم وقدراتهم، وتحميل الجميع هم الأمن الفكري، مع بقاء التوجيه والتخطيط بيد المؤسسات الرسمية والأكاديمية».
من المؤكد، أن الإرهاب فرض علينا دون أن نختاره؛ لدفع مجتمعاتنا نحو الفوضى والخراب. وبات يشكل التحدي الأصعب الذي يهدد الأمن الإقليمي والدولي، لأناس فقدوا قنوات الحوار.
فغدا استئصال الإرهاب قضية الجميع، ومكافحته تقتضي تعاوناً دولياً جماعياً صادقاً، مع استنهاض همم الناس لمحاربته. إذ لا يعفى كل من يشعر بالمسؤولية من تقديم رؤية علمية لإدانة الإرهاب بكل صوره وأشكاله، واعتباره عملاً ينافي الشرائع السماوية، والكرامة الإنسانية، وهذه هي الحلول الجذرية في إعلان الحرب الفكري على الإرهاب.
drsasq@gmail.com