غدت قضية رحيل جيرتس مدرب الهلال قضية من لا قضية له.. من لا يجد فكرة لمقال ومن تضيق عليه السبل في العثور على موضوع يكتب عنه يجد في الحديث عن جيرتس الملاذ الأخير وطوق النجاة لتسويد بياض عموده.. مع أن قضيته تعتبر بحكم المنتهية.. بعد أن حسمت الإدارة الهلالية أمرها.. عقب أن وجدت نفسها أمام خيارين لكل واحد منهم سلبياته وإيجابياته فاختارت خيار بقاء المدرب..
من يتناولون موضوع المدرب لهم مقاصد متباينة وأهداف مختلفة.. منهم من يتناوله بصدق بحثاً عن مصلحة الفريق ويطرح رأيه ولو كان مخالفاً لرأي الإدارة.. وفيهم من يتناوله محاولاً زعزعة الفريق وضرب العلاقة بين الجماهير الزرقاء من جهة والمدرب ورئيس النادي من جهة أخرى.. وتناقضاتهم تكشف تخبطهم.. فهم يقولون سيضطر الهلال لتغيير المدرب خلال الموسم وأنه خطأ فادح.. في حين ينتقدون الإدارة لأنها لم تسرح المدرب -خلال الموسم المنصرم- فور علمها برغبة الاتحاد المغربي به!!.
سبق وقلت إن تصرف رئيس الهلال كان احترافياً وعالج دخول الاتحاد المغربي في خط المدرب بحكمة وحسن تدبير.. وتمكن من الإبقاء على المدرب ما يقارب عاماً كاملاً.. كفل للهلال الفوز بالدوري وكأس ولي العهد والوصول إلى نهائي كأس الأبطال والتأهل للأدوار الآسيوية.. والناقدون للإدارة بهدف الإرجاف.. لو حدثت مثل هذه المعالجة من رؤساء أندية أخرى.. لقلبوا آراءهم وشدوا على يدها وأثنوا على حسن التصرف الحكيم والذكي!..
وبعض النقاد يتناولون رحيل مدرب خلال الموسم وقدوم جديد وكأن طامة وكارثة مروعه ستحل بالفريق.. مع أن تغيير المدربين خلال الموسم كثيراً ما حدثت للهلال وغيره.. والهلال معتاد على مغادرة مدربين وقدوم آخرين خلال الموسم لأسباب مختلفة.. فقد حدثت عندما رحل باكيتا للمنتخب.. وكوزمين عندما أبعد إلى الخارج.. وأبو رأس عندما استدعي للمنتخب.. وحدث للكرواتي يوزيك.. وأبعد هانجيم وحضر جوبير مؤقتاً لمدة شهر وكسب الدوري.. وغيرها..
المنافسة الحقيقية
التقارير الرسمية الموثقة التي نشرتها الجزيرة الرائدة.. عن سجل البطولات والإنجازات للأندية في جميع الألعاب -على مستوى المملكة- للثمانية مواسم المنصرمة.. هو قياس حقيقي لنجاح وتفوق الأندية.. وتقييم موضوعي وعلمي للأفضلية بين الأندية..
التنافس بين الهلال والنصر تنافس مشهود ومعروف.. ولكن التنافس له أوجه وأكثر من جانب.. وهذا لم ينتبه له من قد يخرج لينفي وجود أي منافسه بين الفريقين!!.. لأنه بهذا الرأي يطرح كلاماً مرسلاً غير محدد..
فمن أوجه المنافسة.. التنافس في الألعاب المختلفة.. التنافس في المباريات الخاصة أو اللقاءات البينية.. التنافس في البطولات الكروية.. فالسؤال كيف نحدد بدقة نوعية منافسة النصر للهلال؟..
أولاً.. لا يمكن الزعم بوجود منافسة حقيقية في السجل البطولي لكرة القدم فالبون شاسع وكبير بين الفريقين كماً وكيفاً.. وفضلاً عن كرة القدم لا يوجد أي وجه للمنافسة في الألعاب المختلفة.. لو قارنا المنافسة من خلال تقرير البطولات الشامل خلال ثمانية أعوام.. نجد الهلال صاحب المركز لأول والصدارة حقق 229 بطولة.. في حين حل النصر في المركز الـ44.. بسبع بطولات خلال ثمانية مواسم وفي الفئات السنية!!.. أي أن النصر يحقق أقل من بطولة في العام..
وبهذا المعدل.. فالنصر بحاجة إلى 250 عاماً ليعادل بطولات الهلال خلال ثمانية أعوام فقط.. بشرط توقف الهلال عن تحقيق البطولات طوال الـ 250 عاماً..!!. وتحضرني نتيجة قياسية حققها فريق السلة الهلالي عام 1392هـ بالفوز على سلة النصر 145- صفر!..
ولاشك أن النصراويين العقلاء يرفضون مقارنة فريق اللعبة الواحدة بمؤسسة رياضية ضخمة وأشبه بإمبراطورية رياضية زرقاء.. ولو كان لي من الأمر شيء في النصر لألغيت كافة الألعاب المختلفة الصورية في النادي وركزت على لعبة كرة القدم وألقيت كامل ثقلي عليها!..
وكما قلنا في المقدمة يبقى ثبات التنافس بين الهلال والنصر وهو تنافس فريقي المدينة الواحدة وتنافس الجارين.. وهذه تحدث حتى في الدوريات الأوربية الكبيرة مهما كانت الفوارق شاسعة وكبيرة بين الناديين.. كمنافسة ايفرتون لمان يونايتد.. ومنافسة خيتافي لريال مدريد.. وتنافس الاتفاق والنهضة..
خذ.. و.. خل
الأستاذ أسامة النعيمة أدرج خبراً صحفياً في جريدة الرياض الغراء حول تأجيل مباراة الهلال والوحدة في 19 رمضان.. ويبدوا أنه سمع طرف حديث أو كلمة طائرة من هنا أو هناك وصاغ الخبر بحثاً عن الأسبقية.. لأنه في مداخلة تلفزيونية جعلنا في حيرة وبلبلة.. لم يؤكد وجود تأجيل.. كما لم يوضح السبب.. فقال: إن الهلال طلب التأجيل وقال بسبب أيام الفيفا ثم قال بسبب الآسيوية!...
وترك المشاهد على طريقة (اختار ولا تحتار).. وكنت أتمنى مداخلة من المركز الإعلامي للهلال للتوضيح.. لأني استبعد طلب الهلال للتأجيل.. لأن يوم الفيفا سيكون منتصف العشر الأخيرة من رمضان.. وبين المباراة الآسيوية ومباراة الوحدة ما يقارب الأسبوعين..!!.. والهلال هو من سيتضرر لو أجلت..
مدير فريق الغرافة القطري نفى في تصريح للصحف القطرية نقلته جريدة الجزيرة إصابة يونس محمود بالرباط الصليبي وذكر أنها إشاعة من صحيفة سعودي كحرب نفسية على الغرافة الذي سيواجه الهلال آسيوياً.. بالطبع مدير الغرافة لا يتوقع أن وسائل إعلام سعودية ممكن تقف ضد فريق سعودي يشارك خارجياً فاعتقد أن هذا هدف الخبر!!.. ولم يعلم أن محرر الخبر صحفي أحمق يميل للنادي المنافس ويهدف بخبره المفبرك لتخدير الهلاليين والادعاء أن الغرافة يمر بظروف صعبة..
عالمية الذيل!!..
تتوق جماهير الهلال إلى الفوز بالدوري الآسيوي ليس فقط لرفع ألقاب نادي القرن إلى سبعة ألقاب.. ولكن لأن اللقب الآسيوي يؤهل للمشاركة في كأس العالم للأندية والمنافسة على لقبها.. وهي البطولة التي سبق للهلال أن تأهل لها كأول فريق آسيوي يتأهل مباشرة من الملعب دون الرجوع إلى مكاتب أو مفاوضات.. إلا أن البطولة ألغيت لأسباب مالية!..
اللعب في كأس أندية العالم ليس أمراً خارقاً أو أعجوبة من الأعاجيب.. بل أحيانا تكون المشاركة في البطولة أسهل حتى من الفوز باللقب الآسيوي.. بل ربما تتذيل مجموعتك الآسيوية وتتأهل لكأس العالم.. فقبل شهرين تأهل الوحدة الإماراتي إلى كأس العالم للأندية.. حتى وهو يتذيل مجموعته الآسيوية.. وهو ما يجعل «الأندية العالمية» تتكاثر كالفطر في منطقتنا الخليجية..
فحسب بعض المقاييس العجيبة لدينا والتي تجعل من النحاس ذهباً ومن القصدير فضة ومن العدس ألماساً.. سيكون الوحدة الإماراتي (نادي عالمي).. في وقت لا تسمى المنتخبات الخليجية والعربية التي تشارك في المونديال الكبير منتخبات عالمية.. ولا يسمى اللاعبون الذين يشاركون بكأس العالم الأصلية لاعبين عالميين..
والمفترض تسمية الأهلي الإماراتي (نادي عالمي).. بعد مشاركته في بطولة كأس أندية العالم.. وللإنصاف وحتى لا نظلمهم.. فيحسب لهم أننا لم نرَ منهم ضجيجاً أو هستيرية.. ولم يصبوا بالصدمة عقب المشاركة.. ولم يزعموا أنهم أصبحوا (عالميين) فمشاركتهم مرت بشكل عادي.. وإن لم تشفع له هذه المشاركة العالمية! حيث تذيل مجموعته الآسيوية.. كما تذيل العالمي الجديد الوحدة مجموعته الآسيوية.. فهل كل من تذيل مجموعة أو منافسة أو تراجع للخلف صار نادياً عالمياً!!..؟!
ضربات حرة
- لا يضير النصر خسارته بخمسة من اليوفي فهي متوقعة لفارق المستوى والأهم الاستفادة.. لكن الملفت أن يوفنتوس ليس نادياً عالمياً!.. بحجة أنه لم يلعب في بطولة
أندية العالم.. التي شارك فيها أربع أندية خليجية!..
- الخسارة أمام الفرق الكبيرة لا ضير فيه.. فالهلال خسر من الإنتر بهدف.. ولم يمنعه هذا من الفوز ببطولة الدوري.. ومن فوز الإنتر بدوري أوروبا..
- جيرتس كان مهذباً ومحترماً عندما رفض الإفصاح عن الأسباب الخاصة التي جعلته يعزم الرحيل للمغرب.. في حين شن المدرب باوزا حملة تشنيع ضد الحياة بالسعودية عقب رحيله عن النصر ..
- مسرحة نور الموسمية تقترب من نهايتها.. فإذا بلغ التأزم ذروته.. نصل للفصل الأخير وهو بث أخبار العروض الكبيرة للاعب خصوصاً من الهلال.. ليتم استرضاؤه وتقديم التنازلات له كي يعود ويستمر بالاتحاد..
- ستعود المياه إلى مجاريها بين نور والإدارة.. ولكن هل المدرب سيقبل بلي الذراع وكسر العظم واستعراض القوة من نور ضده.. قد لا يكون جوزيه كالديرون جديد..
- جريدة الاقتصادية قدمت اعتذارها لمدرب ليفربول ولكنها لم تعتذر للهلاليين عن العنوان المفبرك لتصريح المدرب الإنجليزي.. ولم تشر إلى معاقبة المحرر الذي مارس الفبركة بالعناوين بسبب الميول ولم يضرب حساب أنه يعمل لجريدة كبيرة كالاقتصادية..
- الدكتور المهذب فهد القريني المسؤول في نادي الشباب.. نصح القائمين على برنامج (إرسال) ألا يجعلوا فرصة للمتعصبين للإساءة للبرنامج بمداخلاتهم و تعليقاتهم بدعوى حرية الرأي.. لأن ما يقال محسوب على البرنامج ويشوه سمعته..