الناس فعلاً شهود الله في الأرض وعندما يحب الله سبحانه وتعالى عبده يزرع حبه في قلوب الناس.. ومن هؤلاء عبد الله بن عمر الهريش الذي لم أقابله في حياتي ولكني أحببته مما قرأته عنه بعد وفاته نثراً وشعراً بأقلام محبيه فالذكر للإنسان عمر ثان كما قال الشاعر ما أروع بعض الرجال في كرمهم وأخلاقهم وخصالهم الحميدة فمن كرم (أبي سامي) يرحمه الله أنه وفق ما قرأت فاتحاً بابه حينما كان وأينما استقر سواء في الرياض أو القصيم أو حائل أو حتى في سوريا التي يقضي فيها وقتاً خلال الصيف بمزرعته في الشام موجهاً الدعوة لأصدقائه ومحبيه لزيارته هناك.. أكبرت فيه (يرحمه الله) حبه للخير ومساعدة المحتاجين ومد يد العون للمساكين.. وزاد إكباري له ولأمثاله عندما أقرأ عن تواضعهم ولين جانبهم وخصالهم الطيبة ودماثة الأخلاق والبذل والإنفاق في وجوه الخير والمحبة والتسامح والنقاء والبشاشة.
إن استقبال الضيوف والكرم والقيام بواجب من يزور طباع رائعة وصفات حميدة لا يقوم بها إلا الرجال الكرام أصحاب المروءة والشهامة ولقد زرع المولى عز وجل في قلوب العباد حب أولئك الرجال الكرام الذين يقفون مع الآخرين بصدق، وطمعاً في الأجر والثواب من الله وليس سمعة ولا رياء فالكريم محبوب من الله ومن الناس قريب من الجنة بعيد عن النار والبخيل عكس ذلك!!
ما أروع المحبة وما أجمل الأريحية وما أطيب الابتسامة الصادقة التي قلت في هذا الزمن.. زمن المصالح.. زمن العولمة.. زمن الإنترنت!!
كم هي نادرة هذه النماذج الجميلة التي تتمتع بإنكار الذات وإنهاك الصحة في سبيل إسعاد الآخرين كما قال عنه صديقه الأستاذ سليمان العنقري والله إني أحببت (أبا سامي) من جميل ما قرأته وسمعته عنه، وأقدم صادق التعازي وخالص المواساة لزوجته وأبنائه وبناته وأخيه ناصر وكافة محبيه وأسأل الله تعالى أن يسكنه الفردوس الأعلى وأن يبدله داراً خيراً من داره وأن يتغمده بواسع رحمته ويجعل ما قدم في ميزان حسناته وأن يلهم جميع من يحبه الصبر والسلوان.
{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.