جدة - صلاح الشريف
شهدت الورش الفنية التي أقيمت في عدة أماكن في جدة بإشراف فنانين تشكيليين إقبالا كبيرا من الجنسين الراغبين في تنمية مهاراتهم ولشغل أوقات فراغهم بما يفيد كما جاء في حديث الفنان التشكيلي المعروف.
خلال جولتنا في هذه الورش التقينا بالفنان الأستاذ نايل ملا المشرف على إحدى هذه الورش في أحد المراكز التجارية وقال: إن الفعاليات ل (فن الجداريات) بدأت بموقع «رد سي مول» الذي يشهد العديد من الفعاليات لمهرجان جدة غير.
مضيفا أن الحضور الجماهيري للمسابقة شكل أمراً ملفتاً، حيث جاء عدد المشاركين والمشاركات بصورة فاقت التوقعات، مما يدل على أن الإقبال على فعاليات الفنون التشكيلية في المجتمع السعودي من كافة فئاته سيما من الشباب والصغار بات يشكل ظاهرة تستدعي الانتباه بتركيز أشمل من الجهات المسؤولة لرعاية الإبداع والمبدعين.
من جانبها قالت الأستاذة دعاء ثابت، مديرة الفعاليات بالشركة العربية للفعاليات والمشاريع معربة عن سرورها بالإقبال الكبير على هذه الفعالية: إن الشركة تعمل على تبني المشاريع الثقافية الاجتماعية، ودعمها من خلال هذه التظاهرات الفنية،.
وتحدث الملا عن فن الجداريات أوما يسمى بالفن «الجرافيتي» الذي يقوم على الإشراف عليه مبيناً أنه يعد من الفنون المعاصرة بالرغم من عودة جذوره إلى عصور ما قبل التاريخ، حين نقش وصور الإنسان البدائي أفكاره ورسوماته وحياته الاجتماعية بالشخبطة على جدران الكهوف والصخور والأحجار، ويضيف بأن فن الجداريات يتيح للفنان التواصل المباشر مع الجمهور من خلال تعاطيه للرموز والكتابات والرسوم والخربشات المبسطة والمباشرة.
وعن انتشار فن «الجرافيتي» في السعودية يقول الفنان نايل: إنه منذ سنوات عدة، ظهر مجموعة من الشباب في مدينة جدة يسمون (إكس فايف X5) وكانوا يقومون بممارسة الشخبطة على جدران الشوارع والأسوار مما شكل إزعاجاً كبيراً للمجتمع، فقامت بلدية بريمان بتبني مجموعة كبيرة منهم ونفذت لهم العديد من الجدران لممارسة هواياتهم. والآن أصبح هناك تقنين لمشاركاتهم والتنفيس عن فنونهم من خلال تنفيذ العديد من البرامج والأنشطة والمسابقات، والتي تعد هذه المسابقة أحد تلك المقومات الجيدة لتقنين هذا النوع من الفنون التي يميل إليها الفنان ملا، حيث يلاحظ الحس الجرافيتي في معظم أعماله، بل ويشجع على المضي فيها من قبل الجيل القادم من المبدعين.
وفي بيت التشكيليين تقام ورشة عمل فنية يشرف عليها مدير بيت التشكيليين سامي الدوسري والتي يشارك فيها عدد من الشباب من الجنسين ومن ذوي الاحتياجات الخاصة، وقد هيأ البيت للمشاركين كل مايحتاجونه من فرش وألوان وأدوات أخرى يحتاجوها للرسم..
كان للخط العربي دور في المشاركة تعتبر هي الأولى من نوعها في مجال الجداريات حيث شارك مجموعة من الشباب والشابات المتميزين بجماليات الخط العربي.
الجدير بالذكر أن من بين الفنانين المشرفين على تلك الورش كل من الفنانة التشكيلية اعتدال عطيوي، والفنانون التشكيليون سليمان باجبع ومحمد سيام، وإبراهيم بوقس، ومحمد توفيق.
كما تقوم الفنانة التشكيلية فاطمة باعظيم، بدور متميز ومجهود كبير حيال التنسيق، وتسجيل المشاركين، كما تساهم في الإشراف على الجانب النسائي بالمسابقتين، وقالت: مثل هذه المسابقات وورش العمل تفتح مجالا لذوي المواهب لممارسة هوايتهم والرسم على الجدران بكل حرية واحترافية وعلنا لإبراز مواهبهم بكل ثقة، وكما ترى فهناك الكثير من المشاركين من جميع الأعمار من الجنسين وأشكر زملائي الفنانين والفنانات الذين يوجهون المشاركين.