بريدة - بندر الرشودي
أكد صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز - نائب أمير منطقة القصيم - أن مسرحية كفر وناسة أبدع في إخراجها محمد اليحيى على مسرح مهرجان مدينة بريدة الترويحي (وناسة 31)، وقال: استشعرت في جزء من مشاهدها ومضامينها القضية الفلسطينية في تجسيد حي لمشاعر أبناء هذا الوطن المبارك تجاه هذه القضية العربية والإسلامية.
وأضاف سموه في مؤتمر صحفي عقده عقب جولته بمهرجان بريدة: منذ تأسيس المملكة العربية السعودية والقيادة تترجم أحاسيس مواطنيها في دعم القضايا العربية والإسلامية؛ فمواطنو هذه البلاد جزء من الأمة العربية والإسلامية، ولديهم غيرة على مقدساتهم، وبلا شك فإن ثالث الحرمين الشريفين له مكانة عظيمة لدى أبناء هذه البلاد، ونصرة القضية والدفاع عن كل ما يخصها يعكسان الروح الوطنية والعربية لدى المشاركين في المسرحية ومعهم أبناء هذا الوطن الغالي.
وأشاد سموه بمهرجان بريدة (وناسة)، مشدداً على أنه اسم على مسمى؛ حيث أنس جميع أفراد الأسرة بفعاليات متنوعة تلبي رغباتهم. مثمناً للجنة مهرجانات بريدة وللإدارة التنفيذية ولجميع القطاعات المنظمة والمشاركة والداعمة جهودهم المبذولة في سبيل تقديم مهرجان متكامل يلبي رغبات وميول مختلف شرائح المجتمع.
ولفت سموه إلى أن شهادته مجروحة في مهرجان بريدة، ولكنه لمس الفرح والسرور من خلال التقائه رواد المهرجان ومتابعته لانطباعاتهم عبر وسائل الإعلام، وقال سموه: أنا سعيد جداً بزيارتي الثانية للمهرجان؛ حيث شاركت في زيارتي الأولى هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في افتتاح ملتقى الكل محتسب أرحنا بها يا بلال، الذي هدف من خلاله إلى حث الشباب على الالتزام بالصلاة, وهذا المساء سعدت بمشاهدة بقية الفعاليات التي أعتبرها متميزة جداً وتحقق رغبات الجميع وتحفظ أوقاتهم..
وأشار سموه إلى المردود الكبير في الجوانب الاقتصادية والاجتماعية من بقاء الشباب وأسرهم في منطقتهم واعتزازهم وافتخارهم بفعالياتهم السياحية بما ينعكس علينا، ونحن نفتخر بذلك ونعتز فيه؛ فالسرور كله والافتخار بهذه المهرجانات يؤكد أن القصيم منطقة متميزة بفعالياتها ومهرجاناتها، وهذا يدل على أن هناك تفاعلاً من المسؤولين في هذه المنطقة والقطاع الخاص والرعاة حتى أصبحت منطقة القصيم بفضل الله عز وجل قدوة للمناطق الأخرى التي تفعّل السياحة وتجعل من السياحة صناعة وطنية. مشيرا سموه إلى أن هناك فعاليات متعددة في مدن ومحافظات المنطقة ربما لا توجد في مناطق أخرى، وهذا يعود إلى تفاعل الجميع.
وأوضح سموه أن التنمية السياحية في المنطقة تسير بشكل رائع، وهناك متابعة مستمرة من قِبل أخي سمو أمير المنطقة من خلال الاهتمام بالمدن التراثية والمواقع السياحة، وهناك عمل جبار لرسم الاستراتيجية والخطوط العريضة للسياحة بالمنطقة التي سيكون لها كبير الأثر في كل ما يخدم هذه المنطقة.
وأكد سموه أهمية دعم القطاع الخاص للفعاليات السياحية، وقال: لقد شاهدنا كبريات الشركات ترعى مهرجانات المملكة، وكذلك القطاعات الحكومية الأخرى لها دور في المشاركة، وهذا هو من نتاج التنمية السياحية.
وعن نتائج اجتماعات سموه السابقة حول تكثيف الفعاليات الشبابية في المهرجانات في المنطقة قال سموه: لنا اجتماع قريب مع جميع المنظمين لمهرجانات القصيم لمناقشة الفعاليات كافة، ومنها الفعاليات الشبابية. مؤكداً سموه أنه مطمئن ومرتاح لعمل لجنة مهرجان بريدة والمكتب الرئيسي لرعاية الشباب والقطاعات الأخرى كافة؛ حيث أعدت برامج وفعاليات هادفة؛ فالشباب هم عمدة الوطن وهم شغلنا الشاغل، وأنا متحمس لكل ما يهم الشباب، وسنبحث عن كل ما يلائم تطلعاتهم ويلبي احتياجاتهم إنْ كان في الترفيه البريء أو المهارات اللاصفية أو كل ما يشغل أوقاتهم. وفي مهرجان بريدة، وتحديدا في الخيمة الشبابية، هناك مناشط تجعلك تفخر وتعتز بأنها حققت رغبة الشباب البالغين أو الصغار.
وعن الإحصائيات والأرقام التي خرج بها المهرجان من ناحية توظيف الشباب والمحاضرات التوعوية الموجهة إلى المجتمع والأنشطة والجهود الإعلامية التي بُذلت أفاد سموه بأنه مع الإيمان بعمل الفريق الواحد وليس الفرد الواحد، مقدراً سموه للإعلاميين جهودهم في إبراز المهرجانات، ومفيدا بأنه تم رصد وصول زوار من المناطق المحاذية للقصيم، مذكراً ببدايات المهرجان وما وصل إليه الآن وتوزيعه على مواقع عدة تحتضن الفعاليات، وأصبح هناك استعدادات جيدة وحرفية في إدارة مثل هذه المهرجانات، ولولا وجود أيدٍ متعاونة ومتكاتفة لما تم هذا العمل. مشيدًا سموه بما قام به جهاز السياحة بالقصيم بدعم هذه الفعاليات إلى جانب الجهات الأخرى. متمنيا سموه أن يستمر النجاح، وأن نصل إلى صناعة سياحة تنقل المنطقة من المحلية إلى الإقليمية.
وعن بلوغ أكثر من مليون زائر ومشاركة مراكز الأحياء في الفعاليات أشار سموه إلى أن ذلك يدل على أن فعاليات المهرجان تمكنت من مواكبة تطلعات الزوار الذين يفضلون تكرار زياراتهم والتفاعل مع ما يقدم فيه. مبيناً أن إمارة المنطقة شجَّعت مراكز الأحياء ومراكز التنمية الاجتماعية لتفعيل دورها تجاه الشباب وخدمتهم وإيجاد مناشط لهم، وسيكون هذا الدور أكبر وأفضل في الأعوام القادمة إن شاء الله.
وعن المردود الاقتصادي قال سموه: إن هناك حراكا اقتصاديا تشهده أي مدينة يُقام فيها المهرجان؛ إذ تنشط الأسواق والشقق والفنادق، والمردود الاقتصادي كبير في دعم صناعة السياحة، وأن هناك دولا تعتمد في دخلها القومي على صناعة السياحة، وإذا أُدّيت على الشكل المطلوب فمردودها يتعدى الاقتصادي إلى الاجتماعي. وقال: إن منطقة القصيم موقعها الجغرافي ذات طابع مناخي حار، لكن لديها في الوقت نفسه بنية تحتية جاهزة ورجال مخلصون استطاعوا خلق مناخ سياحي وطني إقليمي متميز ومنطقة جذب سياحي غيّرت بيئة السياحة بالتنافس الكبير الذي جعل من المنطقة في مكان السيادة بقيادة قائد السياحة بالمنطقة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز.
وحول المهرجانات السياحية في المنطقة قال سموه: إن هناك فعاليات متعددة ومتنوعة تستهدف أفراد الأسرة كافة، وهذا من الإيجابيات التي تفرزها هذه المهرجانات. وعن بقاء مهرجان بريدة في مراكز متقدمة والتحدي الذي تواجهه اللجان للبقاء في هذه المراتب قال سموه: هناك دول مناخها أسوأ مما لدينا في المملكة ووصلت إلى مستوى استطاعت معه تكوين بنية أساسية للسياحة وأنتجت بشكل كبير. معتقدا سموه أنه بهمم الرجال ووجود الرعاية والدعم وتحقيقهم مكاسب مادية فإن ذلك سيساهم في إيجاد برامج وفعاليات مبتكرة تجذب السياح، ونحن لدينا في المنطقة بنية تحتية أساسية في السياحة تتنافس مع المناطق الأخرى، وبدأت بعض المناطق تحذو حذوها في المهرجانات للاستفادة من مقوماتها.
وكان سموه قد زار مساء أمس الأول مهرجان بريدة الترويحي 31 بحديقة الأستاذ الرياضي, رافقه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز, واطلع خلال الزيارة على ساحة العروض التي قدمت فيها فرقة سوبر تيم بقيادة الكابتن محمد الناهض عروضها برفع السيارات والدراجات النارية وقفزة النار التي تقام لأول مرة في المملكة، كما قدمت فرقة الخواطيف استعراضات أمام سموه، ثم انتقل سموه إلى الخيمة الرياضية حيث اطلع على ما يُقدّم فيها من فعاليات وأنشطة رياضية متنوعة للشباب، وشارك سموه الجمهور في بعض الألعاب، واستمع من مشرف الخيمة الأستاذ محمد المقيطيب إلى حديث عن الفعاليات المطروحة التي يشرف عليها المكتب الرئيسي لرعاية الشباب بالمنطقة، في حين شارك سموه عدداً من الأطفال والشباب الألعاب في لفتة أبوية جميلة.
ثم اطلع سموه على برنامج معاق للتوعية المرورية، واستمع إلى قصة الشاب عبدالله بن حمد الكريديس، حيث تحدث عن معاناته مع الإعاقة وعن الحوادث والسرعة وما تسببه من وفيات وإعاقات، كما تحدث عن قطع الإشارة وعدم تفحّص السيارة وتهور الشباب، ثم تشرف المعاقون بالسلام على سموه، كما قدّم سموه عددا من الهدايا للمشاركين في برنامج معاق، فيما تقدّم المعلّق الرياضي الشبل فواز معجب الحربي بفقرة تعليق نالت إعجاب سموه والحاضرين.
ووقف سموه بعد ذلك على معرض «إنها الحياة» المقام من قِبل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمنطقة، واستمع من المدير العام لفرع الهيئة الدكتور فهد الخضر عن أهداف المعرض وفعاليات الهيئة الهادفة بالمهرجان.
ثم زار سموه القرية الصعيدية، وشاهد العرض المسرحي المفتوح لشباب مدينة بريدة من سيناريو وإخراج محمد اليحيى، الذي تضمن الإشارة إلى حياة الخلافات والثأر بين الإخوة، فيما تم اتفاقهم على عدوهم الكبير وهو اليهود، في رسالة تهدف إلى ترك الخلافات الصغيرة التي تنهش بالأمة الإسلامية وتوحيد القوة نحو هدف واحد لترابط أقوى بين الأمة العربية والإسلامية. وقد صفّق سموه والوفد لهذا العمل الوطني المتميز.
ثم انتقل إلى ركن شركة أرامكو، واطلع بعد ذلك على برنامج «مشتاقون للقرآن» حيث شارك 1800 مشارك ومشاركة في هذا البرنامج الذي تضمن تصحيح التلاوة والحفظ يومياً، وقد قام الشيخ الدكتور سليمان الربعي بتقديم درع تذكارية لسموه، فيما قدّم الشيخ عثمان البشر هدية المصحف الشريف لسمو الأمير فيصل بن مشعل.
ثم حضر سموه الحفل الخطابي قبل أن يتوجه إلى خيمة مضياف بريدة، حيث كرّم فريق هواة السيارات القديمة وأعضاء الفريق كافة، ثم شارك سموه ونجله الأمير سلطان في العرضة النجدية التي كانت ختام جولته بالمهرجان.