Al Jazirah NewsPaper Tuesday  20/07/2010 G Issue 13809
الثلاثاء 08 شعبان 1431   العدد  13809
 
إضاءة
كيف يسقط العظيم
د. أحمد بن علي التركي

 

عنوان لكتاب شيق لجيم كولينز فهو يتحدث عن الشركات ومراحل نموها ونجاحها وأسباب سقوطها والتي ربما تكون شبه مستحيلة نظراً للنجاح الباهر لهذه الشركة أو تلك نظراً لحجمها وصلابة مركزها المالي.

وهو يقسم حياة الشركات إلى خمس مراحل:

1- كبرياء النجاح.

2- التوسع المبني على الإحساس بالقوة لا بالقدرة.

3- تجاهل الأخطار والإحساس بالعظمة والمناعة.

4- محاولة الإنقاذ.

5- الإنقاذ أو السقوط.

ففي الشركات والأعمال يتحتم وجود إدارة قوية تتخذ قرارات حازمة في سبيل مصلحة المنشأة والفكرة الاستثمارية فمن يقود دفة المنشأة سواء كانوا أشخاصاً أو مجالس إدارية قد يواجهون قرارات مصيرية أو أحياناً التخلص من أعمال وأشخاص وربما يأتي من هذا التصرف بعض المتاعب لصناع القرار أو للمنشأة نفسها ولكن عدم القيام بذلك هو ما وصفه جيم كولينز في كتابه في المرحلة الثالثة من حياة الشركات من تجاهل الأخطار أو الخوف من القرارات التي قد تكون قوية ولها أصداء مؤثرة ولكنها علاج فعال، فمن أبرز المشاكل التي تواجه المنشآت هي التوسع الزائد عن إمكانات المنشأة وفي كل مكان من العالم وبالذات لدينا التدخلات الإدارية الكثيرة سواءً من المستثمرين أو ممن يعملون في المنشأة كموظفين وبالذات من لديهم حجم وتأثير وفي الغالب يكون هذا التدخل أو ذاك لدافع شخصي إما مادي أو معنوي.

فالقائد الحقيقي هو من يقدم مصلحة منشآته على أي شيء آخر من غير أن يتعدى على حقوق الآخرين ويكون مستعداً لتحمل النتائج وإلا سوف يرى المرحلة الأخيرة من حياة منشآته في وقت أقل مما يتوقع.

وهناك كتب كثيرة في هذا الموضوع بالذات، والتجارب في اعتقادي المعُلِّم الأكبر، فكم مِن الأشخاص مَن اعتقدت أنهم مهنيين أو انخدعت بمظهرهم وبمعسول كلامهم وإطرائهم لأنفسهم وربما أطروك بما لا تستحق ولا يعتقدونه وتظهر الأيام أنهم مجرد خيبة أمل لأنفسهم أولاً ثم لمن يعملون معهم لذا اتخاذ القرار بالتخلص من هؤلاء هو الأنجع والأفضل لحياة الشركات والمنشآت وللأسف الكثير من الشركات تعاني من مثل هؤلاء وهم سبب رئيسي لأمراض الشركات التي ربما تكون مميتة.



aalturki@adama.com.sa

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد