اقترب شهر رمضان المبارك، وبدأ الجشعون يمارسون أفعالهم المشينة دون خوف من الله ولا رهبة من عقاب، فقد بدأت عمليات (التعطيش)، وهي عادة ذميمة يلجأ إليها فئة من التجار الجشعين، من كبار الموردين للسلع الأساسية، في البدء يقللون من الكميات التي يزودون بها تجار المفرق، وبعد فترة يتوقفون عن تزويدهم بالسلع، فتخلو المحلات من المواد الغذائية الأساسية، دائماً تحصل هذه الظاهرة قبل حلول شهر رمضان، ومع هذا لا نجد من يحاسب هؤلاء الجشعين.
قبل أعوام تعرضت سلعة الرز إلى (التعطيش) و(التجفيف) فخلت المخازن، ومحلات البيع، فارتفعت الأسعار تلقائياً وزاد السعر إلى أكثر من النصف، الآن وقبل ثلاثة أسابيع من شهر رمضان الكريم تتكرر لعبة (التعطيش والتجفيف) ولكن مع سلعة أخرى، وهي السكر، والسكر في رمضان، مادة ضرورية؛ فهي عنصر ضروري في المشروبات التي لا تستغني عنها أية مائدة في الشهر الكريم، كما أن السكر يدخل في تركيب وتكوين الحلويات التي يتزايد الإقبال عليها في شهر الصوم، ولهذا فإن اختيار توقيت تعطيش الأسواق وتجفيفها من مادة السكر أدى وبسرعة إلى رفع الأسعار.
ذكر خبر نشرته (الجزيرة) أمس أن كيس الـ50 كيلو ارتفع سعره من 128 ريالاً إلى 155 ريالاً، ولا يعلم إلا من يعملون على رفع سعره من التجار الجشعين كم سيصل السعر مع اقتراب أيام الشهر الفضيل، وهل سيقتصر رفع الأسعار على السكر؟ أم أن هناك سلعاً أخرى مرشحة لارتفاع أسعارها ليكتوي بها أصحاب الدخل المحدود الذين أصبحوا محاصرين بالمشاكل الاقتصادية؟ حتى في المناسبات الدينية التي كانوا يستقبلونها بغبطة جعلهم الجشعون (الذين لا يخافون الله)
ينتظرونها بقلق..!!
jaser@al-jazirah.com.sa