أنا من الذين عرفوا غازياً الوزير عن طريق كتابه الشهير الذي سجل فيه مذكراته مع الإدارة التي استطعنا من خلالها نحن الذين لم نعاصر غازياً وزيراً أن نقف على شيء من تجاربه.
عرفت د. غازي القصيبي أول مرة وأنا في أول طريق ولعي بالأدب والشعر، وكان يلقي قصيدته الشهيرة في افتتاح جسر البحرين.. وكنا تلميذات صغيرات نقلد إلقاءه المميز لقصائده وإلقاء عبدالرحمن رفيع، حيث كانا مميزين في تلك المرحلة ولا ينافسهما منافس.
- ظل غازي فارساً للأدب والشعر حتى وأسنة رماح النقد تمر من فوقه ومن تحته وعن يمينه وعن شماله, بقي فارساً يجوب ساحات الأدب ودواوين الوزارات ويثير فيها النقع ويمضي!!.
- أسميه في كثير من الأحيان (غازي إخوان) لكثرة مواهبه وإبداعه، فهو شاعر وروائي ومتحدث وإداري، ومواطن مهموم بوطنه وناسه..
ماذا سجل غازي باعتباره وزيراً للعمل؟..
ماذا سيترك في سلة الشباب, وأيّ بصمة سيضيفها لسجله؟..
ترك في الشعر بصمة شاعر حقيقي لا يختلف عليه اثنان، وترك في الرواية بصمة اختلف عليها كثيرون وفي العمل الإداري بصمة اعترف بها الكثيرون، لكن وزارة العمل تركة ثقيلة محفوفة بالأحلام الباهظة التي ينتظرها ملايين الشبان والشابات..
الكل يتوق لأن يجد فرصة عمل تتيح له سبل الارتقاء بكفاءته وأسلوب عيشه وحياته..
ومحاولات البحث عن الوظيفة التي تبتدئ بملف علاقي وتنتهي في أغلب الأحيان بأحلام مبعثرة وكآبة وبطالة وتسكع على قارعات الطرق، وفي ميادين التفحيط وأمام واجهات المحال الزجاجية وضحايا للإنترنت.
- الوزير الذي غاب عن وزاته نحو عام إلى الآن يحاول.. ويناول!
إنه يجري بالكرة في ساحة الملعب.. لكنه بعد لم يسدد في المرمى، فمازال الأفق ملبداً بغيوم البطالة وتكدس الخريجين في ديوان الخدمة يتنافس الآلاف منهم على وظائف تعد على اليد..
- الكرة مازالت بين أقدام الشاعر الوزير الروائي الإداري.. فمتى تدخل المرمى، وترتفع الأيدي وتضج مدرجات الشباب بالتشجيع, هل من خطة مجدولة ومعلنة, تبث الطمأنينة في قلوب هؤلاء الشبان والشابات الذين لا يجدون سبيلاً إلا الكتابة لي ولمن هم مثلي من الزملاء لعلنا نعينهم على انتهاء رحلة الملف العلاقي إلى وظيفة وفرصة عمل بحجم الأحلام الجميلة!!.
نعرف وضع الوزير الصحي لكننا متفائلون بأن القصيبي سيعود، وثمة برنامج لتوطين الوظائف والقضاء على آفة التستر المستشرية في مجتمعنا, الشباب بانتظارك أبا سهيل فانهض وكن في مستوى أحلامهم.
* f.f.alotaibi@hotmail.com