الحوار ونقل الصدام من أرض المعارك إلى طاولة المفاوضات، أفضل بلا شك لأي قضية، وفائدة مؤكدة لأي وطن وشعب. إذ إن الحوار تفاوضياً لأنه مهما بلغ التشنج والغضب بين المتفاوضين فإنهم لابد وأن يصلوا إلى نتيجة ما، حتى وإن لم يتفقوا على كل شيء، فلابد من أنهم يحلوا جزءاً مما كانوا مختلفين عليه أو يخففوا بعضاً من الاختناق الذي كانت عليه البلد قبل أن تجمعهم طاولة المفاوضات.
ومع أنه ليس من الضروري أن يتم كل الذي ذكرناه، إلا أنه ومهما حصل (تفاوضياً) فإنه لا يخلّف قتلى وضحايا مثل إذا ما ترك الخصوم السياسيون التفاوض، وحاولوا حل خصومتهم عبر السلاح.
كما أن توجه الخصوم السياسيين إلى طاولات التفاوض يفرغ ساحات القتال من المتحاربين، ويقلل من تساقط القذائف في المواجهات، ولهذا فإن المحبين للبلدان والشعوب التي تتعرض للاضطرابات السياسية يستبشرون فرحاً عندما يختار الفرقاء السياسيون طاولات التفاوض وينبذون ساحات القتال، هكذا هي حال كل محبي اليمن بعد ما توصلت الحكومة والمعارضة إلى اتفاق لبدء حوار بين حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم وأحزاب المعارضة المنضوية في إطار تكتل اللقاء المشترك.
ويوم السبت أول أمس التقى فريقا التفاوض في دار الرئاسة في صنعاء بحضور الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، لبدء الحوار الجاد والتفاوض المثمر لتنفيذ اتفاق شباط (فبراير) الذي أبرم بين الطرفين عام 2009 والهادف إلى إجراء إصلاحات سياسية وقانونية، الاتفاق الذي وقع يوم السبت توج حوارات ولقاءات عديدة انخرط في إجرائها العديد من ساسة اليمن وجاءت النتيجة الإيجابية بالتوصل إلى توقيع الاتفاق نتيجة إحساس صادق من المسؤولين من قبل الحكومة والمعارضة بلا استثناء.
فالبلاد تهددها المخاطر من كل جانب، دعاة التشطير ينشطون ويمولون من الخارج، والقاعدة تتربص بالجميع، والحوثيون ينفث في صدورهم دعاة الفتنة وتصدير القلاقل للعرب لجعلهم درعاً يقيهم تأديب المجتمع الدولي، والصومال يصدر الإرهابيين ومرتزقة الاضطرابات، ولهذا فإن من واجب كل محب لليمن أن يعمل ويتعاضد لإنقاذه من كل ما يتهدده.
أحزاب اللقاء المشترك استشعروا المسؤولية وتلقوا يد الحكومة الممدودة وعسى أن تكون النوايا صادقة لتحصين اليمن مما يتهدده.
jaser@al-jazirah.com.sa