أعجبني كثيرًا حسن تصرف وتعاطي الإدارة الهلالية في قضية تعاقد جيريتس مع اتحاد الكرة المغربي. فقد تعاملت الإدارة الزرقاء مع الموضوع بحكمة متناهية وذكاء شديد. ووضح أن الخطوات التي اتخذتها الإدارة في هذا الشأن احترافية وتنم عن فكر إداري عالٍ.
فالإدارة الهلالية تؤمن أن مغادرة المدرب لموقعه أمر وارد جدًا تحت أي ذريعة، سواء كان إغراءً ماديًا، أو لأسباب أسرية أو شخصية ولكنها استطاعت أن تبقي جيريتس حتى آخر لحظة على رأس عمله في النادي. فقد تمكنت من المحافظة على علاقة الفريق بالمدرب في أكثر فترات الموسم الماضي حراجة بعد تسرب خبر تعاقد الاتحاد المغربي معه، ولم تسمح لمثل هذا الخبر أن يهز الفريق أو يؤثر سلبيًا على علاقة المدرب باللاعبين، كما أنها استطاعت أن تبقي المدرب على رأس عمله حتى نهاية المشاركة الآسيوية القادمة إيمانًا منها أنه المدرب الأنسب لمثل هذه المرحلة (وهذا رأي صائب)، إضافة إلى أنه المدرب الأفضل لتجهيز الفريق والإشراف على معسكره الإعدادي الذي يسبق الموسم.
وهناك من يلوم الإدارة الهلالية لعدم تعاقدها مع مدرب بديل بعد أن أصبحت مغادرة جيريتس حتمية ليشرف على الفريق مع بدء الموسم حتى لا يقع الهلال ضحية لتغيير المدربين في منتصف الموسم وهذا رأي يحترم ولكن الخطوات التي اتخذتها الإدارة الهلالية كانت هي الأفضل والأسلم مضافًا إليها أن الإدارة سوف تتعاقد مع مدرب بديل ليكون قريبًا من الفريق في جميع مراحل المنافسات المحلية والخارجية ويتابعه في التدريبات والمباريات فيكون قد تعرف على الفريق واللاعبين تمامًا وعاش معهم فترة تجعل استلامه للمهام التدريبية من جيريتس عند رحيله يتم في غاية السلاسة والانسيابية ويضمن عدم حدوث أي (دروب) أو هبوط أو اهتزاز للفريق.
بصراحة فإن سلسلة الإجراءات التي اتخذتها الإدارة الهلالية للتعامل مع موضوع رحيل جيريتس تستحق الإعجاب والثناء والتقدير. فهي تنم عن قدرة إدارية فذّة وفكر عالٍ ورؤية شمولية استطاعت أن تستوعب أزمة الحاضر وتستشرف متطلبات المستقبل وتتعامل مع مراحله بذكاء خطوة خطوة.