استهداف المدنيين الأبرياء، وجعل المساجد والأماكن المقدسة أهدافاً لأعمال انتقامية، عمل مرفوض مهما كانت الأسباب والمبررات؛ فمثل هذه الأعمال تُصنَّف - ودون أي تردُّد - على أنها أعمال إرهابية يجب أن تُدان وتُشجب من كل الجهات، حتى وإن كان من بين المستهدفين عناصر مسلحة كعملية زهدان في بلوشستان التي نفذتها عناصر بلوشية معارضة للنظام الإيراني، بحجة استهداف عناصر من الحرس الثوري.
هذه الإدانة والشجب يجب أيضاً ألا تخفي عنا الدوافع والأسباب التي تجعل من شعب كامل يعارض سلطة حاكمه، ليس فقط مواطنو إقليم سيستان من بلوشستان؛ فالحقيقة التي لا يمكن إخفاؤها أن أغلبية الشعب البلوشي يقاومون حكم ولاية الفقيه في إيران، وأن البلوش مثلهم مثل الشعوب الإيرانية الأخرى يرفعون راية العصيان، ليس لأنهم يختلفون مذهبياً عن حكام إيران؛ فهم مثل الأكراد والآذريين والأحوازيين يعارضون الحُكْم لأنهم يشعرون بأنهم مواطنون ليسوا حتى من الدرجة الثانية؛ فالبلوش مثل الأكراد والأحوازيين لا تُعترف بلغاتهم ولا يُسمح لهم ببناء مساجد.. لا يُسمح بالحديث بلغاتهم ليس فقط في دواوين الحكومة بل حتى يُمنع تبادل الأحاديث بها في الشوارع والمقاهي.
ماذا يفعل شعب عندما يُحاصَر بعناصر الحرس الثوري الذين يستفزون مواطني الإقليم بإقامة الاحتفالات الصاخبة ويحيون مناسباتهم الدينية ويجبرون الأهالي على المشاركة فيها رغم رفضهم لها، في حين يمنعونهم من إحياء مناسباتهم الخاصة بهم، وبين الحين والآخر تُعلَّق المشانق ويتدلى منها قاداتهم وزعماؤهم وأبناؤهم الذين يرفضون الظلم..
ماذا تكون النتيجة؟.. أعمال وتفجيرات وضحايا كالذي شاهدنا في زهدان في إقليم سيستان في بلوشستان.
***