فاصلة:
(من يجهل أنّ فراشه قاس، ينام نوماً عميقاً مريحاً) - حكمة عالمية -
لا أعرف هل أصدرت وزارة العدل أي عقوبات لمن يتعمّد تجاهل استخراج هوية وطنية لأبنائه، فيما أعلم أنّ هيئة حقوق الإنسان تسعى للتنسيق معها حول ذلك؟ وأرجو ألاّ تثبط همّتها في السعي وراء حفظ حق الأبناء في التعليم خاصة، إن كان الآباء جاهلين بقيمة العلم. من المؤلم أنّ هناك عدداً من الآباء لا يشعرون بالمسؤولية تجاه أبنائهم ويتعمّدون عدم إصدار هوية لأبنائهم إما لإهمال وجهل كما يحدث في بعض المدن الصغيرة أو القرى، وإما لكيد وانتقام من الأم في حال خلاف الأب معها حيث يصبح الأبناء هم كبش الفداء. الكارثة أنّ مثل هذا يحدث في مدن كبرى لدينا، ومن قِبل رجال حاصلين على قدر كبير من التعليم، وقد لا يصدّق المرء أن يجد أماً تطالب باستخراج هوية لأبنائها الذين أكبرهم تجاوز العشرين عاماً دون اهتمام بإلحاقهم بالمدارس وذلك بعد وفاة والدهم، في هذا الوقت الذي لم يَعُد فيه أميّ في بلاد حضارية كبلادنا لعدم توفر مصادر التعليم والتعلّم. فالذي أعرفه أننا منذ ما يقارب ستة عشر عاماً حصلنا على جائزة محو الأمية إن لم تخنّي الذاكرة.
هذه المرأة تحدثت معها ضمن بحثي الحالي حول اضطرابات ما بعد الصدمة التي تصيب النساء المعنّفات فحياتها سلسلة من العنف المعنوي مع زوجها، قابلتها في قسم الخدمة الاجتماعية في أحد مستشفياتنا، وكان المهم لديها أن تحصل على معونة مالية فقط لأنّ الحمل ثقيل. لم يكن يهمها مستقبل الأبناء، فقط المال لإسكات الأفواه الجائعة إلى كل شيء والأب متنصّل عن مسئوليته، مشغول بزوجته الثانية!! ولا أعلم هل نتعاطف مع حملها الثقيل أم نتهمها بالاشتراك مع والد الأبناء بضياع مستقبلهم؟
هناك نظام ضمن وزارة الشئون الاجتماعية لدينا ينص بأن لا يمنح محتاجو الإعانات المالية أي إعانة ما لم يقدموا إثبات إلحاق أبنائهم بالمدارس، فلماذا بالفعل لا يطبّق مثل هذا النظام؟.
ثم ماذا سنفعل بالفقر الذي هو ذل لصاحبه؟
الفقر والجهل ليسا فقط أحد أهم عوامل انحراف المراهقين، بل هما مؤثران في حياة الإنسان وإن لم ينح،رف إذ إنها يشكّلان عائقاً في تشكيل الإنسان لمستقبله.
الفقر والجهل باختصار هما ضياع للإنسان فكيف به إذا كان قريناً لرب الأسرة فكيف سينشأ الأبناء.
قاتل الله الجهل.!!
nahedsb@hotmail.com