التربية والتعليم هي أهم أدوات تحقيق الديموقراطية، فالديموقراطية لا تنمو في بيئة الجهل والأمية. التربية تعلم الإنسان التفكير النقدي الحر والتحليل والمنطق والعقلانية لكي يعرف ما هو له وكيف يحصل عليه نظاما، وما هو عليه فيلتزم بتنفيذه بأقصى مهنية ممكنة. لكن التربية نفسها تتحول أحيانا إلى معول هدم لقيم الديموقراطية، يحدث ذلك عندما تقدم التربية للناس تعليم (أي كلام)، وعندما تمارس تعنيف الطالب، وعندما تحاول تدجينه وتنميطه، وعندما تحاول أدلجته وعزله عن الثقافات الأخرى، وعندما تلزمه بترديد كل ما لا يفهم، وعندما تسمح للأغنياء فقط باحتكار التعليم الجيد،

المسلمة الأولى في الديموقراطية هي احترام كرامة الإنسان. وكرامة الإنسان تعني هنا حفظ كامل حقوقه التي كفلها لها التشريع والقانون. باختصار، الديموقراطية هي أعظم اكتشاف بشري، فهي وجدت لتحمي الإنسان من أولئك الذين امتلكوا من الجرأة والقوة ما جعلهم يقفزون فوق القانون ليسلبوا إنساناً حقه النظامي. إذا غابت الديموقراطية فسيدفع الإنسان ثمن ذلك من أمنه ورغيفه، بل ومن آدميته. لو استحضرت في ذهنك الآن ما يحدث في الدول المتقدمة والدول المتخلفة فستجد أنه أينما كانت هناك حضارة وتقدم إنساني كان هناك في المقابل احترام وتقدير لكرامة الإنسان، وأينما كان هناك تخلف كان هناك إهدار لكرامة الإنسان وانتقاص من حقوقه. هذه حقيقة مطلقة.