في خضم الإجازة التي تتمتع بها الأندية السعودية بعد نهاية موسم حافل بالضجيج، وتقسيم الغنائم على المتفوقين، عسكر منتخبنا الوطني بعيداً عن الأعين، وبهدوء تام أنهى معسكره الذي لقي بعض الاعتراضات من قبل بعض النقاد ولكن مسيري المنتخب نفذوا ما أرادوا وأراد الممرن بسيرو الذي لا يجد أي قبول لدى شريحة كبيرة من النقاد والجماهير التي ترى وتعتقد أنه ليس أهلاً لقيادة منتخب بحجم منتخبنا الوطني الذي تنتظره مشاركات مفصلية في تاريخ الكرة السعودية بعد الإخفاق الذي حرمنا اللعب في جنوب إفريقيا مع منتخبات الصفوة لأسباب تم التطرق لها كثيراً في إعلامنا المقروء والمرئي والمسموع، وقد حفلت إجازتنا الكروية المحلية ببعض الحراك من قبل مسيري الأندية الجماهيرية الإعلامية، فالهلال صاحب الغلة الأكبر من بطولات الموسم الماضي تابع الجميع النهاية التاريخية للاعب التاريخي وحارس القرن محمد الدعيع الذي فضّل الاعتزال على أن يبقى أسيراً لكرسي الاحتياط بعد كل مكاسبه الكروية تاركاً المرمى الهلالي بعد سنوات ذهبية قد يصعب على غيره تحقيقها، وهذا كله قد يعود بسبب نظرة فنية إدارية من قبل الجهاز الفني والإداري للفريق الكروي بنادي الهلال والذي ثبت بالدليل القاطع أنهما هما من يسيران الفريق وليست إدارة النادي التي وضعت كامل ثقتها بهذين الجهازين اللذين أصبحا الآن في اختبار صعب وخاصة الجهاز الإداري المشرف على الفريق الكروي والذي ينظر له كثير من الجماهير السعودية بأنه هو السبب في إبعاد الدعيع.. أما الجهاز الفني فلن يضيره شيء لأنه أصبح في حكم المؤكد مغادرته لتدريب المنتخب المغربي، فمع فشل حراس الهلال سيكون موقف الجهاز الإداري صعب للغاية أمام الجماهير الزرقاء التي تقبل أي شيء إلا الخروج من بطولة آسيا التي أصبح مطلباً مهماً وضرورياً لهم، فالفشل لن ينسب لجريتس، بل سيتحمله بكامل تبعاته سامي ورفاقه، وقد يكون الحصول على حارس بحجم الدعيع صعب والغريب أن الترميم الذي حصل للفريق لم يطل الحراسة التي تشكو وتئن بعد الدعيع؛ فحسن العتيبي حارس جيد ولكن هفواته غير مقبولة عند الكثير من الجماهير الزرقاء، وما يقال عن العتيبي يقال عن خالد شراحيلي، اللذين أصبحا الآن في سدة الحراسة الهلالية، أما صفقة وليد الجيزاني فهي غريبة، فالمحياني أفضل بمراحل كثيرة من وليد جيزاني والذي تنقل بين ثلاث أندية قد يكون نجاحه معها محدوداً، وأتوقع والعلم عند الله أن المحياني متى ما وجد فرصته كلاعب رأس حربة صريح سيقول كلمته وسيثبت نجاحه، أما فيصل الجمعان فأعتقد أنه لاعب يناسب الفتح والفيصلي وغيرها؛ أما الهلال فأعتقد أن تنسيقه بالسابق دليل على أنه لاعب لن يستطيع خدمة الزعيم، وهو يذكرني بحارس الهلال السابق (ضاري) الذي تم تنسيقه ثم أعاده الهلال بمبلغ كبير، ومع ذلك فشل في الهلال رغم إبداعه مع غيره.
وأما الاتحاد فهو يسير بخطى مرتبكة بعد تخلي المرزوقي عن قيادة السفينة بعد موسم عصيب انتهى ببطولة كبيرة عجّلت بمغادرة الدكتور المرزوقي لأنه يعرف أن الأجواء الاتحادية ملبدة بالغيوم الكثيفة؛ لذلك فضل التخلي عن الرئاسة والتي ستصبح هدفاً للسهام الصديقة!.. وقد كانت بداية التدريبات ملتهبة جداً من خلال الصدام الذي حدث بين نجمه محمد نور والمدرب الجديد منويل جوزيه، ومما لا شك فيه أن هذا الخلاف سيحدث شيئاً في صفوف العميد الذي بدأ موسمه بمشكلة كبيرة.
والنصر بالعكس من الاتحاد فهو يعيش أيام عسلية مع رئيسه المحبوب من جماهير الأصفر البراق رغم أن الموسم الماضي كان كالأعوام السابقة ولكن الواضح جداً أن محبي الأصفر ينتظرون شيئاً ما من قبل الرئيس الذي قد يكون أخطأ بإحضار مدرب مشهور ولكن بدون تاريخ واضح وجيد، فالمغامرة بإحضار (زينجا) سلاح ذو حدين، ولكن كل الأماني للنصر بالتوفيق مع زينجا والذي قد يصنع شيئاً ما وخاصة أن النصر أعطاه الحرية باحضار لاعبي الفريق الأجانب.
أما في الليث الشبابي فهم يعملون بدون ضجيج وبصمت حتى تم التعاقد مع مدرب جديد ينتظر أن يضع البصمة على الفريق.
والأهلي أعتقد أنه سيستمر بمشاكله وخاصة أن الأهلاويين تعودوا على بعض الإعلام الذي يجعل الأهلي دائماً في الظل ولا يخرجه للنور إلا إذا أرادوا الإضرار بالهلال عندها يجد أبناء القلعة أن المساحات الإعلامية قد هيئت لهم وعند انتهاء المهمة تنحسر الأضواء عنهم وتبقى مشاكلهم محصورة بينهم ويصعب حلها والدليل هو حدوث بعض المشاكل التي بالكاد سمعنا عنها ما بين أعضاء شرفهم مع أن الأهلي ينتمي له نخبة من كبار الكتّاب ولكن صوتهم خافت ومغيب؛ ومنهم على سبيل المثال لا للحصر الكاتب الكبير صالح رضا وعلي الزهراني وغيرهما من أصحاب الأفكار الرائعة ولكن..!.
من هنا وهناك
شكراً لك يا زعيم الحراس الآسيويين وعميد لاعبي العالم فقد قدمت الشيء الكثير وستبقى بالذاكرة الهلالية وإن لم تعتزل هذا الموسم سيكون الوداع الموسم القادم، أي أن لكل شيء نهاية ومثلك مثل غيرك لك عمر محدد في الملاعب، وبكل فخر واعتزاز خرجت من الملاعب ورأسك مرفوع لا مطرود، ولن تندم يوماً ما على تركك لعرينك، بل من سيندم غيرك وسيعض على أصابع الندم لأنه راهن على غيرك!.
الغريب تمسك الهلال بالحارس المهزوز خالد شراحيلي، والأغرب هو محاولة التخلص من الحارس الواعد الرائع فهد الشمري، فهناك سر غريب من يستطيع فك طلاسمه؟!.
بطولة كأس العالم التي انتهت للتو في جنوب إفريقيا أثبتت أن المنتخبات القوية تحتاج إلى أجهزة تدريبية عالية المستوى فالأسماء الرنانة بدون فكر تدريبي عالٍ تضيع مجهودات النجوم التي تضمها تلك المنتخبات وخير مثال على ذلك البرازيل والأرجنتين وإيطاليا وغيرها التي تحتاج إلى مدربين يعرفون يوظفون المواهب الرائعة أمثال ميسي وكاكا وغيرهما من النجوم.
فوز الإسبان بكأس العالم انتصار للمواهب الفذة وانتصار للكرة الجميلة السهلة غير المعقدة، وهو بكل استحقاق يستحق المكانة التي تبوأها.
في نهائي كأس العالم تعرض لاعب المنتخب الإسباني أنيستا لأنواع الركل والرفس ومع ذلك لم يفكر بالرد بالمثل مما جعله يقود منتخبه للظفر بالكأس الذهبية مع تسجيل هدف البطولة الوحيدة.
المنتخب الإسباني قوي ورائع وممتع، فالحراسة كاسياس والدفاع بويل وبيكيه والوسط تشافي هرنانديز وأنيستا مع بوسكيتس كذلك تشافي الونسوا رباعي يسيطر على نص الملعب مهما كانت قوة الفريق المقابل ويلعب أمامهم لاعب فذ يعرف طريق المرمى جيداً ألا وهو ديفيد فيا فبكل ثقة وبدون تردد تجعله الفريق الأفضل من بين منتخبات العالم.
بصراحة شاهدت الأفراح الإسبانية من جميع الشرائح والكل فرح بهذا المنتخب، ولكن لا أعلم هل عندهم مثل ما عندنا يحزنون لفوز منتخبهم ويفرحون لهزيمته لمجرد أن أغلب لاعبيه من برشلونة؟.
وقد تذكرت بكل أسى مقولة (المنتخب الكحلي!) والتي ركز عليها أعداء النجاح حتى أصبح المنتخب (غير كحلي) فأصبح منتخبنا صيداً سهلاً للمنتخبات الخليجية والآسيوية!!.
التحكيم عندنا جيد ورائع وبإمكانه أن يكون الأفضل في العالم لو تعامل الحكام مع جميع الأندية بسواسية وترك المجاملة للبعض خوفاً من تصريحاتهم النارية ومحاولة إيقاف بعض الأندية ودفع الأخرى عندها بدون أدنى شك سيكونون في قمة هرم التحكيم العالمي، مع غض النظر عن تحليل بياعي الكلام و(خراطي مشمش) محللي الغافلة والأهواء خبراء الاستديوهات.
في كأس العالم اكتشفنا أن الشعوب المتحضرة تتأثر بالخرافات مثلها مثل الشعوب الأقل منها حضارة، فألمانيا وأوروبا كلها عاشت وهم الأخطبوط صاحب التوقعات المزعومة، فقد تكون توقعات ذلك الحيوان الذي لا يملك لنفسه نفعاً أو ضراً أثراً نفسياً من خلال حركات عفوية على لاعبي ألمانيا مما جعلهم يستسلمون للوهم، والمصيبة أنه خرج من عندنا وبسرعة البرق من يقلدهم بالحمامة والتيس. ومع قلة الوعي الديني يزداد خطر مثل تلك الخزعبلات.
خالد زيد الطويهر - حائل