قبل شهر وعدة أسابيع تقريباً توجهت لساحة قصر المربع في مركز الملك عبدالعزيز التاريخي بقلب عاصمتنا الحبيبة الرياض، حيث معرض الملك خالد بن عبدالعزيز -رحمه لله- رابع ملوك المملكة العربية السعودية الذي أقيم في إطار فعاليات ندوة الملك خالد التي نظمتها دارة الملك عبدالعزيز مؤخراً ضمن سلسلة الندوات الملكية السنوية عن ملوكنا الراحلين -تغمدهم الله بواسع رحمته وغفرانه-.
اكتسب المعرض أهمية خاصة -في تقديري- لأبناء جيل الملك خالد الذين أبصروا نور هذه الحياة في عهده رحمه الله وأنا أعتز بكوني أحدهم، فذلك الملك الصالح الذي كان ملء السمع والبصر وتعاقبت على سرد صفاته ومواقفه الأجيال عزّز في داخلي البحث بنهم عن سيرته وتفاصيل حياته سواء من بطون الكتب أو من رواية المعاصرين له، وجاء هذا المعرض ليروي عطش السنين ويشبع فضولي وأنا أشاهد وأقرأ وأسمع كل شيء عنه رحمه الله.
سبع سنوات سمان كانت مدة حكم الملك الراحل في الأوردة و(الخالد) في الأفئدة نزلت خلالها بركات السماء فأخرجت الأرض خيراتها وعاش الناس في عهده -رحمه الله- مرحلة من مراحل العيش الرغيد وتسارعت خطوات المشاريع التنموية الضخمة متناغمة مع وفرة عوائد النفط القياسية حينها، إن كل مواطن سعودي بلا شك لديه قصة يرويها عن الملك الإنسان (خالد بن عبدالعزيز) عن كرمه.. شهامته.. عفويته.. قلبه الطيب الكبير الذي اتسع للوطن الأرض والإنسان فقد كان قريباً بالروح والجسد من الجميع.
لعل من أبرز ما شدني في المعرض وأنا أشاهد لغة الصور الفوتوغرافية ومقاطع الفيديو المختصرة وكذا الخطابات الموجودة في المعرض حجم الود والإخاء الذي كان عنواناً لعلاقة الملك خالد بأخيه و ولي عهده حينها الملك فهد -رحمهم الله- غير أنه لم يكن مستغرباً ذلك السلوك من أسرة عرفها العالم بأن صغيرها سناً يوقر كبيرها ويحترمه، فالجميع تخرجوا من مدرسة الوالد الكبير الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود -طيب الله ثراه-، ومما يلفت الانتباه في المعرض أيضاً حرص الملك خالد -رحمه الله- على أداء الشعائر الدينية في كل الظروف، فزوّار المعرض شاهدوا (وعاء الرمل) الذي كان يستخدمه في التيمم لأداء الصلاة عندما تعذر عليه رحمه الله الوضوء بسبب المرض والكل شاهد المصحف الذي كان يقرأ فيه ما تيسر من الذكر الحكيم آناء الليل وأطراف النهار وكذلك كتيب الأذكار والأدعية الذي وُجد في جيبه رحمه الله عند وفاته، لقد كان رحمه الله يخاف الله ويرجو ثوابه ويسعى دوماً لتقريب كل مسافات العيش السعيد لأبنائه مواطني المملكة العربية السعودية.. رحم الله الملك الصالح خالد بن عبدالعزيز رحمة واسعة وجزاه عنا خير ما جزى ملكاً عن شعبه.
الرياض