تأخذنا الحياة لأن نقف في مفارق طرق عديدة، لكن الله تعالى قد جعل لنا بصائر وأبصاراً، ومتّعنا بالأحاسيس والمدارك والمشاعر، ثم بسط لنا بين محسوسها وملموسها ما يكفينا لأن نميِّز بين هذه المفارق، ونأخذ بأنسبها طريقاً, ونمضي مع ما نراه أفضلها نهجاً، وهي هذا الوقت من مراحل الحياة شائكة، مفحمة للبصائر واضحة جلية للأبصار.., تدعو إلى وقفات تأمل وتفكر، وإلى عزيمة إقدام ومضي،.. والناشئة أشد حاجة لمن يبصرهم، ويوجههم، ويعينهم على اتباع الجادة التي لا تضل أبداً بالأسوة الحسنة، والدأب المتواصل، والمتابعة الحازمة الحانية معاً، كي لا تضل بهم المفارق، ولا توهن بصائرهم بغثّها وغضّها, أو تطفئ أبصارهم بشرارتها وغضيضها,... بل كي ينهجوا من طرقها أوصلها للغايات الفضلى، وأنجعها للمثلات العليا، فالمدن الفاضلة لا يصنعها إلاّ الحكماء، والبصائر النابهة لا يشحذها إلا التسامي عن الدنيئات، والأبصار السليمة لا يحفظها إلا الغض عن المحرقات..
لهذا فلتشحذ الأقلام في محابرها، ولتحمل على درِّها في مواقفها، ولتبدأ حيث تقف البصائر والأبصار فيهم على مفارق الطرق، لينجوا ولينهلوا ما شاء للنجاح أن يقام له منطلقٌ حكيم، يُمسك بعصاه، يُهَش بها عليهم لاختيار الأسلم.. الأنجى...
هنا تكمن مسؤولية المفكر ,الكاتب, المبدع، الأديب، الإعلامي...
وحسبي أنّ الحمام يلتقط الحَبَّ حيث تذره اليدُ الطيبة..
- بهذا أختم عاماً جميلاً كنت فيه إليكم قرّائي الأعزاء على مفارق الطرق..
- علنا قد تعاضدنا معاً، على درِّ أحبارنا، وذرِّ حبوبنا،... لمن نأمل أن يصطحبنا نحو المدن الفاضلة، والطرق الناجحة، والمنال الأسمى...
- سوف لن أكون هنا لفترة من الوقت، وجملة من الأيام، أترك فيها قرّائي الأعزاء مع دعوة صدق بأن يكتب الله تعالى لكم جميعكم النجاة من المفارق نحو طرق الفلاح والسعادة والرضاء والتوفيق..
- كنتم لي نعم من رافقني الحرف، ووهبني المداد...
- إلى اللقاء بعد حين ...