لأن السعوديين هم الأكثر بين السواح العرب من أبناء الخليج العربي، فإن أي إشاعة أو تهمة توجه للسواح تلصق أول ما تلصق بالسواح السعوديين، فعندما تذكر الصحف سواء في مصر أو لبنان أو حتى بدول المغرب الغربي السواح من الأثرياء العرب فإن الأنظار تتجه فوراً للسعوديين، دون أي تدقيق، وحتى قبل التأكد من هوية مرتكب الجرم -إن كان هناك جرماً- تتوجه تراكمات ما اختزنته عقول المتلقين من العرب، الذين تزورهم في الصيف للسياحة، إلى السعوديين كونهم المتهمين الرئيسيين لكثرة ما كتب عنهم، تشفياً أو تصفية لحسابات أيدلوجية أوجدتها مرحلة سابقة تواصلت إلى يومنا هذا، فلا زال السعودي ينظر إليه كرجعي موغل في التخلف.
ولهذا، تحوطاً (فقط) وحفاظاً على الكرامة الشخصية وعلى سمعة الوطن فعلى السعودي بالذات الحذر، وأنا هنا أتخلص من حرج التشخيص والحصر، ولا يهمني الاتهام بالعنصرية، لأن الأهم هنا هو حماية الإنسان أياً كان من جشع واستغلال من تنشط تجارتهم وأعمالهم في الصيف والإجازات وبالذات الذين يتاجرون ب(لحوم الأجساد)، ففي كل عام يبتدعون أسلوباً وطريقة جديدة للإيقاع بالسياح من الأثرياء العرب..
فهؤلاء من ابتدعوا الزواج السياحي وزواج الفرند، وهذا الموسم السياحي أطلقوا بدعة جديدة أسموها (الزواج الصيفي) وما أدراك ما هو الزواج الصيفي! الذي لا يخرج عن (استئجار فتاة) للأسف الشديد تحت غطاء الزواج، الزواج بنية الطلاق، وهو ما يتسلح به (فحول السياحة) الذين صنعوا (تجارة خاصة) لطبقة من الوسطاء الذين هذبوا عملهم فأصبحوا يسمون وسطاء ومحامين ومحرري عقود زواج بدلاً من تسميتهم التسمية الصحيحة المعروفة لمن يقوم بمثل هذه الأعمال، وأسبغوا صفة (الزوجة الصيفية) بدلاً من أن توصف باسمها الذي اكتسبته منذ الأزل.
من هؤلاء ومن يحف بهم ويروج لأعمالهم، نحذر سواحنا من الأثرياء العرب من أبناء الخيلج والسعوديين بالذات المعرضين للسقوط في مزارع الأمراض الجنسية التي تتكاثر عند محاضن زوجات الصيف من اللاتي يوظفن لإنعاش الزواج السياحي.
jaser@al-jazirah.com.sa