اكتشف الصيدلاني الأمريكي إدوارد كندال الكورتيزون خلال أبحاثه في مايو كلينيك. ومنح بسبب اكتشافه جائزة نوبل في الطب في عام 1950م مقاسمة مع آخرين لاكتشافهم القشرة الخارجية للغدة الكظرية، وبنيتها الأساسية ووظائفها.
والكورتيزون مادة تُفرَز في جسم الإنسان من الغدة الكظرية الملتصقة بالكلية ولذلك سميت بالغدة (الجار كلوية) وهي تفرِز هرمونات أخرى تنظم الأملاح والماء في الجسم، كما تفرز هرمونات جنسية ذكرية وأنثوية وموصلات عصبية مثل الأدرينالين.كما أن هناك غدة أخرى موجودة في الدماغ تسمى الغدة النخامية تتحكم في عمل غدة الجار كلوية فترسل لها مادة هرمونية تأمرها بإفراز الكورتيزون للقيام بعمليات حيوية في الجسم بشكل مستمر.
ويستخدم الكورتيزون لعلاج عديد من الأمراض والالتهابات المزمنة، فالالتهاب البسيط يعد تنبيها للمرء حيث هو عملية دفاعية يقوم بها الجسم لطرد أو تعديل وضع خطير فيه. وقد يحدث أحيانا ثم ينجلي دون الحاجة لإعطاء أدوية، بينما يظهر الالتهاب المزمن في حالة مداهمة أحد الفيروسات أعضاء جسم الإنسان، حينها يقوم الجسم بإعلان الطوارئ في المنطقة المنكوبة، وتنشط المناعة ويبدأ الهستامين بالإفراز حيث تتوسع الأوعية الدموية في المنطقة ذاتها وتمتلئ بالسوائل كوضع حواجز أمام زحف الجسم الغريب ومن ثم يبدأ بالتورم وترتفع درجة الحرارة، كما في الحالات الشديدة من التهاب الكبد أو الكلى أو الربو أو التهيج الجلدي المؤلم مما يتطلب معه إعطاء أدوية الكورتيزون.
وتختلف قوة أدوية الكورتيزون؛ فمنها ضعيف القوة وثان متوسط وآخر قوي ورابع قوي جدا. ويستخدم بعضها خارجيا مثل المراهم والكريمات التي توضع على سطح الجلد وبعضها الآخر بخاخات للرئتين والأنف، كما أن هناك أنواعاً تؤخذ داخلياً كحبوب البلع أو حقن بالأوردة.
ولابد من ملاحظة أن الكورتيزون القوي يحدث آثارا جانبية أكثر من الضعيف. إلا أن طريقة الاستخدام وطول المدة وكميته لها نفس التأثير السلبي، فحينما يكون الكورتيزون ضعيفا ومدة استخدامه طويلة، أو كميته كبيرة أو اتساع نطاق استخدامه على سطح الجسم كالجلد أو الوجه، أو اللجوء لتغطيته بغطاء غير نفاذ مثل البلاستك؛ فإن أثره السلبي يكون كبيرا. كما أن هناك ضرراً متوقعاً من استخدام الكورتيزون على هيئة حبوب أو حُقن، فاستخدامها أكثر من ثلاثة أسابيع قد يؤدي إلى توقف غدة الجار كلوية عن الإفراز وقد تحتاج إلى عدة أسابيع لتعود إلى عملها الطبيعي في إفرازه. ويقوم الأطباء باختيار نوع الكورتيزون المناسب حسب الحالة المرضية، حيث يتطلب الدقة والمتابعة من لدن الطبيب المختص. ولا شك بأنه علاج فعال في حالة الاستخدام المناسب.
والآثار الجانبية المحتمل حدوثها هي ارتفاع ضغط العين وعتامة عدستها، وارتفاع السكر في الدم، وتقليل المناعة فتتأخر التئام الجروح، وكذلك ظهور التجرثم البكتيري والفيروسي والفطري دون شعور من المريض، وترقق في الجلد وبروز الشعيرات الدموية، كما أنه يغير البيئة البكتيرية على سطح الجلد مما يؤدي لنمو جراثيم ضارة كالفطريات. كما يتسبب في ارتفاع ضغط الدم وزيادة العبء على القلب، والروماتزم، وتجمع الدهون بين الرقبة والأكتاف مما يسبب الحدبة واستدارة الوجه، وزيادة العطش وكثرة التبول، وآلاما في العضلات، وزيادة السوائل داخل الجسم بسبب حجز الصوديوم.
ويلزم المريض إبلاغ طبيبه عن الأمراض التي يعاني منها والأدوية التي يتناولها وحتى الوصفات الشعبية التي يتبعها لأنها قد تتعارض مع أدوية الكورتيزون وتسبب مضاعفات صحية خطيرة.
ويحسن بالمرضى حمل بطاقة تبين استخدامهم للكورتيزون؛ ليكون معلوماً للطبيب كيفية التعامل معه في حالة حصول حادث أو فقدان للوعي.
www.rogaia.net
rogaia143@hotmail.com