المعلومات سلاح مهم في صناعة القرار في عصر أصبحت فيه المعلومة الصحيحة في الوقت المناسب حجر الزاوية في الوصول إلى الهدف المطلوب وفق الخطط الموضوعة.
ليس في الدول النامية فقط، بل يستوي في ذلك الدول المتقدمة والأكثر نمواً، ودول العالم الثالث جميعاً في محاولة الاستفادة من تطور التنمية وتوظيفها لخدمة الاستفادة مع المعلومة، إلا أن في العالم الثالث دائماً يتركز الحديث على الدعوة لتطوير التقنية المرتبطة بتدفق المعلومات وتحديثها بينما يقفل تماماً الحديث والاهتمام بإدارة المعلومات وكفاءة استثمارها وإعداد المتخصصين وتدريبهم للتعاطي معها وتوجيهها لتعظيم المنفعة منها، واستثمار ما توفره من فوائد، فالمعلومة الجيدة إذا ما توفرت في الوقت المناسب والمكان المناسب لحققت كثيراً من الفوائد ومنعت حصول كثير من الكوارث.
وإذا كانت التقنية بحد ذاتها لا تمثل تطوراً مستقلاً، وإنما القدرة على التعاطي معها هو الأساس وهو الذي يمهد إلى التطور الحقيقي.
وهنا في المملكة العربية السعودية استثمرنا كثيراً في تطور تقنية المعلومات، وبلادنا تعد من الدول العربية والنامية التي تصنف من المتطورة في هذا المجال، إلا أننا ورغم التوسع في استعمال المعلومات ظلّت الاستفادة لا تحقق كل ما هو مأمول وما يجب توظيفه خاصة بعد أن أصبح الحصول على المعلومة متيسراً ومضموناً. فقط نحتاج إلى إدارة الاستثمار وإدارة المعلومات وعندها يستفاد من ذلك في تحذير المواطنين والسكان من غول السيول، والارتفاع المفرط في درجات الحرارة إضافة إلى مد المسؤول والقادة بالمعلومة الصادقة ليصبح قراره صائباً ومتوافقاً مع ما يجب أن يتخذه من قرارات، بعضها مصيري ويحدد العديد من القضايا الحساسة.
إذن فإن استثمار توفر المعلومات يكون بإنشاء مراكز لاستثمار المعلومات، ودوائر للاستفادة من المعلومات سواء في صياغة وصناعة القرار السياسي أو الاقتصادي، بل الأهم الاستفادة من المعلومات في حماية الناس -بقدرة الله تعالى- من الكوارث المفاجئة من زلازل وسيول وغيرها من التي تحصل فجأة دون سابق إنذار.
***