Al Jazirah NewsPaper Tuesday  13/07/2010 G Issue 13802
الثلاثاء 01 شعبان 1431   العدد  13802
 
افتقدناك أيها الصديق والأخ والأب والمربي
خالد بن عبدالله العبداللطيف

 

برضا كامل وتسليم بقضاء الله وقدره واحتساب لما عنده من الأجر على الابتلاء العظيم الذي امتحن الله به صبرنا على فقد الأخ، الأب، المربي، الصديق، فضيلة الشيخ د. عبدالرحمن بن سليمان المطرودي، رحمه الله وأفسح له في قبره وجعله روضة من رياض الجنة ورفع درجاته في عليين آمين.

شرفت وغيري من الزملاء بالعمل مع هذا الرجل الفاضل وتحت إدارته فكان نعم المربي ونعم الموجه، دمث الأخلاق، حسن التعامل، واسع الإدراك، ذا حلم كبير وأناة، لا يعتد برأيه، مستمعا لكل ناصح، فطنا متغافلا، لا يعرف للجاجة مسلكاً ولا للمناكفة سبيلاً، هيناً ليناً، يده ممدودة بالخير للجميع، طلق المحيا، نقي السريرة، منكراً لحظوظ نفسه، جم التواضع، لا سبيل يفتح للخير إلا سبق إليه، رحيماً بالضعفاء والمساكين باذلاً جاهه لمن احتاجه من ذوي الحاجات، باراً بوالديه، متزعماً الصلح في حل الخلافات في محيط عائلته وأسرته وأحبته ساعياً لتقريب وجهات النظر وحل الخلافات، وكان له تقدير عظيم وإجلال من الجميع وتقدم التنازلات من الأطراف إجلالاً وتقديراً له.

عرفه الجميع بتلك الصفات وأحبوه حيث أنزل الله محبته في قلوب عباده، يشهد له كل من عمل معه على أمانته ونزاهته وحرصه الشديد على أمانة الأوقاف التي حملها باقتدار. كان الأول في الحضور والأخير في المغادرة، متحملاً ما يعهد إليه به ولاة الأمر من أعباء ومسؤوليات لما خبروه فيه من نصح وإخلاص وسداد رأي وحكمة لا نظير لها.

إن شيخنا وأمثاله جديرون بالإشادة، وتقديرهم والعناية بهم، وإبراز مكانتهم وإن كانوا قد رحلوا إلى الدار الآخرة إن لم نقدر على ذلك حينما كانوا بيننا ملء السمع والبصر.

إن ما حظي به شيخنا حين حياته من محبة وتقدير من لدن شيخنا معالي الوزير الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ يدفعني لأن أقترح على معاليه الكريم تخصيص أحد المواقع المميزة المخصصة لبناء المساجد لإقامة جامع كبير بكل مرافقه التعليمية، والدعوية، وقاعة للمحاضرات العامة تحمل اسم الفقيد الراحل تخليداً لذكراه، وليجري أجرها له بإذن الله.

وختاماً لا نقول إلا ما يرضي الرب {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.. وجبر الله مصابنا، ومصاب والديه وزوجته وابنتيه وإخوته وأحبته، وأنزل علينا وعليهم الصبر والسلوان ورفع منزلته في عليين وجعل قبره روضة من رياض الجنة وجمعنا به ووالدينا وذرياتنا وأحبتنا في دار كرامته، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

وكيل الوزارة لشؤون الأوقاف المكلف


 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد