كتب - سامي اليوسف
يقف رئيس نادي الاتحاد إبراهيم العلوان، الذي جلس على مقعد الرئاسة بالتكليف من قِبل القيادة الرياضية، على أعتاب أول اختبار للقوة يقفز في وجه إدارته الحديثة، ويتلخّص هذا الاختبار في كيفية التعامل الإداري مع مشكلة كابتن الفريق الكروي اللاعب المخضرم محمد نور، والذي رفض المدير الفني للفريق جوزيه مانويل سفره ضمن بعثة الفريق التي وصلت إلى معسكر أبيدوس في البرتغال.
وكان الرئيس الاتحادي قد كشف أمس أنّ قائد فريقه محمد نور رفض الرد على اتصالاته المتكررة للتعرف مباشرة على رأيه في مشكلته مع المدرب البرتغالي الذي اتخذ قراراً صارماً بحق اللاعب. وباءت كل السبل الرامية لاحتواء أزمة نور والمدرب بالفشل، إلى أن وقع الفأس في الرأس، وقرر المدرب استبعاد القائد من قائمة المعسكر المسافرة إلى البرتغال.
أصل الحكاية
وبالعودة إلى أصل المشكل، فإنّ الكابتن محمد نور غاب عن مران الأربعاء الفائت بدون عذر، وحضر اليوم التالي، وهو يربط يده بسبب إصابة يدّعي أنه تعرّض لها، وأراد الدخول إلى المران مع زملائه دون أن يكلف نفسه عناء الاعتذار، أو شرح أسباب غيابه، ومبرّراته للمدرب.
ردّة الفعل لدى المدرب كانت متوقّعة في مثل هذه الحالات، فقد أعلن تبرّمه، ثم رفض رفضاً قاطعاً دخول نور للمران مبدياً استغرابه من تصرف نجم يُعَد بمثابة القدوة لعديد اللاعبين الشباب لا سيما وهو القائد للفريق.
وزاد المدرب على رفضه بطلب تقرير طبي عن موضع إصابة نور، والكشف عليها من قِبل طبيب الفريق، وألح على ضرورة إجراء نور للكشف الطبي الروتيني للاعبين أسوة بزملائه الذين خضعوا له.
ولأنّ يوم الجمعة كان إجازة للاعبين، فقد حضر نور السبت وبيده تقرير طبي يؤكد تعرُّض يده للإصابة التي اضطرته لعلاجها بعدّة غرز، ولم يدخل التمرين لأنه لم يكن مهيأ لذلك أقلّه لعدم ارتدائه زي التدريبات، وأصرّ على عدم الانصياع لقرار المدرب بإجراء الكشف الطبي الشامل.
تلاسن وعبارات
تفيد المصادر المقرّبة من البيت الاتحادي أنّ ثمة عبارات تفوّه بها المدرب البرتغالي جوزيه مانويل بحق اللاعب محمد نور أثارت حنقه، وغضب محبوه من الجماهير، والصحافيين الاتحاديين المقربين منه، بل ذهب البعض إلى أبعد من ذلك عندما ادعى أنّ المدرب تلفّظ على كابتن الاتحاد بعبارات غير لائقة، ومسيئة.
بينما يؤكد الحضور للواقعة، أنّ المدرب قال للاعب: «اذهب إلى بيتك»، ويشير البعض أيضاً في هذا السياق إلى أنّ المدرب قال لمن حوله إنه سبق له تدريب لاعبين يفوقون نجومية، ومهارة، وشهرة نور ولم يتمرّدوا أو يفعلوا ما فعله نور.
لكن المدرب أبدى استياءه من حالة الضعف، والخوف الذي يسيطر على الإداريين من اللاعبين النجوم وسطوتهم.
عقدة المؤامرة
يتساءل الجمهور الاتحادي في هذا الصدد عن غياب دور إدارة النادي، وإدارة الفريق بقيادة المدير البارع حمد الصنيع، وبحسب المصادر الموثوقة فإنّ المدرب (الصارم) جوزيه مانويل أمسك بخيوط الإدارة من الناحيتين الفنية، والإدارية بالفريق في كل ما يتعلق، أو يمس القرارات الفنية، والعلاقة مع اللاعبين.
في حين يرسم محبو اللاعب المخضرم محمد نور سواء من الجماهير الاتحادية، أو الصحافيين الاتحاديين سيناريو مختلفاً للأزمة، وأسبابها.
فهم يدّعون أنّ ثمة مؤامرة تحاك في الخفاء ضد اللاعب محمد نور يحبك فصولها مدير الفريق حمد الصنيع بمشاركة فاعلة من المدرب خوزيه مانويل، الذي اتهمه الصحافي فواز الشريف القريب من نادي الاتحاد عبر برنامج (كل الرياضة) بأنه يسعى بغرور إلى جلب لاعب مواطن له في خانة نور من أجل إبعاد الأخير بعلم وموافقة مدير الفريق حمد الصنيع.
حقوق متأخرة
وأرجع بعض المراقبين أسباب غياب نور ورفضه إجراء الكشف الطبي بأنه يحتمل أمرين لا ثالث لهما، الأول إنّ للاعب مستحقات مالية متأخرة لم يتسلّمها بعد. والثاني إن اللاعب يجري عملية اختبار للقوى مع الرئيس والمدرب الجديدين. وفسّرت المشكلة بين نور والمدرب إعلامياً على أنها بالون اختبار للإدارة الجديدة برئاسة إبراهيم علوان.
سيناريو يتكرّر
اللافت أنّ سيناريو الغياب للاعب محمد نور يتكرر للموسم الثاني على التوالي خلال فترة الإعداد المبكر للفريق الاتحادي، وتحديداً قبل انطلاقة المعسكر الخارجي.
ففي الموسم الفائت مارس نور ذات السيناريو إبان رئاسة الدكتور خالد المرزوقي، وفي عهد المدرب الأرجنتيني كالديرون قبيل معسكر أسبانيا، ولأنّ المدرب والإداري كانا مختلفين، فقد تم إقناع اللاعب بالعودة للتدريبات والانضمام إلى المعسكر وإقناع المدرب أيضاً بقبول الوضع على طريقة (عفا الله عما سلف) دون اتخاذ قرار واضح سواء من الإدارة أو المدرب.
وفي هذا الموسم يتكرّر ذات السيناريو لكن مع مدرب، وإداري مختلفين رفضا المساس بالنظام المعمول به أو اختراقه لأجل عيون النجومية أو الشهرة، وقرر المدرب اتخاذ موقف حازم مطبقاً النظام الصارم الذي يحفظ للفريق والمدرب هيبتهما لدى اللاعبين.
الحل بيد اللاعب
أخيراً .. يجب أن يعي اللاعب المخضرم محمد نور أنّ حل مشكلته يبقى بيده شخصياً، فالفريق لن يتوقف مستقبله على نجم واحد، والنجم يفترض أن يحترم تاريخه، ونجوميته أولاً لأنّ ذلك يعكس فكراً احترافياً مسئولاً.
وكذلك من الواجب أن يحترم اللاعب، خاصة إن كان من فئة النجوم، مدربه، وإدارة فريقه، بل يجب أن يكون القدوة لبقية زملائه من حيث الانتظام في التدريبات والحرص على الحضور تحقيقاً لمصلحة فريقه وناديه، بعيداً عن الحسابات الخاصة، أو تغليب المصلحة الفردية على حساب الفريق. فلا يوجد لاعب فوق النظام، أو تجوز له الاستثناءات دون غيره من اللاعبين.
ونطرح في الختام تساؤلاً مهماً مفاده هل تجيز لوائح وأنظمة الاحتراف للاعب المحترف الذي يرتبط بعقد ساري المفعول أن يقيم في مدينة غير المدينة التي يوجد بها مقر النادي؟