ورقتان من اللون الأبيض وثلاث ورقات من اللون الأخضر متوسطة الحجم، كانت تلك الأوراق هي للوطن، للقيادة، للرياضية، للقصيم، للرعاة، للداعمين من الجهات الحكومية، للتلفزيون، وللإعلام المقروء، كانت الأوراق فوق مكتبي بعد أن انتهيت من كتابتها بعد مغرب يوم الاحتفال 16-7-1431هـ.
أخذتها مغلفة بالحب والعرفان لمن بداخلها، ومن مكتبي ذهبت إلى المسرح وعلى المنبر المخصص للخطاب والشعر وضعتها بداخله كنت مع الزملاء في كل زوايا المسرح، إنارة هنا، صوت هناك، الكل يعمل والوقت يمضي بسرعة عالية، لم يبقَ إلا أقل من ساعة على الاحتفالية، ارتفع صوت الحق منادياً لصلاة العشاء، ذهبنا المسجد أدينا الصلاة وعدنا بسرعة كسرعة الوقت في مثل هذه الحالات احتفالية، استقبالية، قصيرة، ممثلة بالعرضة السعودية، رتبناها لاستقبال سمو أمير المنطقة عند وصوله، كنت مشتت الذهن بين خارج المسرح وداخل المسرح، اعتذرت عن لقاء مباشر مع التلفزيون لهذه الأسباب، حضر سمو الأمير حفظه الله وتم استقباله بصورة جميلة على صوت العرضة، ذلك الفن التراثي والوطني المميز، دخلنا إلى المسرح وبدأ الحفل.
كانت البداية بأجمل كلام آيات من القرآن الكريم ثم بعد ذلك كلمتي اعتليت المنبر، وسحبت الأوراق الموجودة بداخله تأكدت من منظرها بيضاء وخضراء ولم أتأكد من عددها مع الأسف ألقيت الكلمة وانتهت الأوراق كان لدي إحساس غريب بعد أن ترجلت من المنبر، جلست أستمتع ببقية الفقرات وكان هاجسي يرحل بي هنا وهناك.. سيطر علي ذلك الإحساس الغريب هناك شيء ما حدث لي. إنها الورقة قبل الأخيرة لقد نسيتها بداخل منصة الخطابة ولم ألقها أمام سمو سيدي.. ورقة مهمة لأناس مهمين جداً فيها الشكر والتقدير والعرفان لهم على وقوفهم معنا في كل وقت، لقد اختفت تلك الورقة كل مشاعري نحو الإعلاميين والتلفزيون وعلى رأسهم سمو الأمير تركي بن سلطان المشرف على القناة الرياضية والذي منحنا شرفاً وعزاً ومجداً بنقل الحفل على الهواء مباشرة وكان الأستاذ الجميل والإعلامي المميز الأخ عادل عصام الدين مدير القناة ونائبه الأخ خالد الدوس، والذي كان معنا طيلة أيام الاستعداد ويوم الحفل وكان فيها جميع محرري الصحف بمنطقة القصيم والذين حملوا على عواتقهم همّ الرياضة القصيمية وقدموها بكل حماس وإخلاص، كانوا مع الأندية ومع الكثير.. أظهروا كل مناشطنا وأنشطتنا إلى العلن، حزنت جداً في ليلة فرح من ذلك الموقف الصعب، كيف يحدث هذا في ليلة تكريم.
أحب الوفاء وأحب التواصل، أحفظ المعروف مهما طال الزمن لمن قدم المعروف، ومع ذلك نسيت الوفاء والمعروف في تلك الليلة أو بالأصح خذلتني تلك الورقة التي جرحت كل ساعات الفرح، أقدم اعتذاري لكل الإعلاميين من صحافة المنطقة إلى إدارات الصحافة بالمراكز الرئيسية للجرائد وإلى التلفزيون من محطة المنطقة إلى المركز الرئيسي للبث بالقناة الرياضية، أقدم اعتذاري للجميع، فقد خذلتني تلك الورقة وبعد ذلك خذلت كل أصدقائي من الإعلاميين فأرجو قبول اعتذاري ولكم الحب ولكم المعروف.
عبدالعزيز العبدالله السناني
مدير المكتب الرئيسي لرعاية الشباب بالقصيم