بصراحة قد يتفق الجميع أنّ أكثر ما يؤرق هاجس الأندية ومسؤوليها هو الضعف الاستثماري، وبالتالي محدودية الدخل لكل نادٍ مع تفاوت المستويات. اليوم جميعنا نؤمن إيماناً كاملاً أن الاستثمار والمستثمرين هو السبيل الوحيد لإنعاش الأندية ومساعدتها على تنفيذ جميع مشاريعها وتخفيف أعباء المصاريف الهائلة التي أصبحت إلزامية لجميع الأندية، وخاصة من دخل عالم الاحتراف وجنونه. اليوم معظم الأندية تنازلت أو أهملت مجبرة بعضاً من الألعاب المختلفة، والبعض مسحها من قاموسه، بسبب المداخيل المالية وعدم المقدرة على الصرف عليها. اليوم يجب على كل نادٍ وخاصة الجماهيري منها أن يعمل على استثمار هذه الميزة بتعديد مصادر دخله وزيادتها، فاليوم لم يعد زمن الدعم الشرفي أو زمن (الفزعة)، لقد أصبح واقعاً وواضحاً للعيان أن الدعم الشرفي السابق الذي كانت تحظى به بعض الأندية صاحبة التعددية الشرفية شبه معدوم، فلا يمكن الاعتماد بعد اليوم على زمن التبرعات والفزعات، فقد ولى هذا المصطلح بدون رجعة لكثرة سلبياته وحدوث مشاكل من خلفه، وقد أكون مصيباً إلى حدٍ ما إذا ما قلت إن الواقع اليوم اختلف واختلفت الأمور وأصبح بعض أعضاء الشرف عبئاً على ناديهم فلا خيرهم ولا كفاية شرهم، نعم نحن في القرن الواحد والعشرين في قرن العمل والاستثمار والجهد والاجتهاد لمن يريد أن يعمل، لم يعد هناك مجال سوى مجال الاستثمار بأنواعه لتستطيع الأندية أن تتطور وتتقدم وتحقق ما تصبو إليه.
شكراً إدارة النصر
أعتقد أن هذا الأسبوع يعتبر أسبوعاً إيجابياً إلى حد ما بالنسبة للنصر والنصراويين بصفة عامة، أتصور أن الإدارة وفقت في إلغاء عقد اللاعب (الورطة) حسام غالي فلم يعد بقاؤه مفيداً، وأتصور لو كان لدى الإدارة المقدرة المادية الكافية لألغت تأشيرة العودة منذ كان في بلاده وأرسلت كامل مستحقاته لسبب واحد فقط وهو الإساءات والاتهامات التي أطلقها من هناك تجاه العالمي وإدارته وجماهيره، ولم يدرك أنه بعد إبعاده من نادي توتنهام الإنجليزي لسوء أخلاقه جلس عاطلاً ولم يجد من يقبل به إلا من أحضره للعالمي وأشاد به هداه الله. فنحن نقبل النقد ونقبل العتاب ولا يوجد من هو فوق النقد، ولكن لا نقبل بالإساءة أو التقليل من مكانتنا حتى ولو اختلفنا معه. إن إلغاء عقده أولى خطوات التصحيح والعمل الإيجابي لعودة الفريق إلى الإنجازات المنتظرة.والخطوة الموفقة الثانية هي إقناع الأخ العزيز سلمان القريني بالعدول عن قرار ابتعاده وعودته للإشراف مرة أخرى على الفريق لأنه ليس من صالح أي ناد أن يكون كل يوم لديه مشرف أو مسؤول فاللاعبون والأجهزة الفنية والإدارية عرفت القريني وطريقة عمله وسياسته وكلنا نعرف أن الأخ أبا حمد يعمل لصالح النادي وعودته، وبابتعاده قد يأتي من يبحثون عن مصالح شخصية واستفادة مادية وهذا ما قص ظهر العالمي منذ رحيل الرمز رحمة الله عليه.
للتوضيح فقط
في مقال الأسبوع الماضي ذكرت أنه لم يبق منتخب من منتخبات القارة الأوروبية منافساً سوى المنتخب الإسباني مع العلم أن منتخبات هولندا والبرتغال وألمانيا لا زالت تنافس. وتقديراً مني لقراء جريدة الجزيرة ولمحبي الكتاب الأعزاء أحب أن أوضح أن المقصود هو خروج المنتخبات المرشحة والبطلة في آخر بطولتين للعالم وهي فرنسا وإيطاليا ولم يبق من المرشحين سوى إسبانيا، مع الأخذ بالاعتبار وجود ألمانيا وهولندا وهما لم يكونا مرشحين للوصول حتى لنصف النهائي ولكن هذه المجنونة وما تفعل ومن هذا المنطلق أحببت التوضيح لأن هذه الزاوية وكاتبها معتمدون بعد الله على الصراحة والوضوح مع الشكر لكل من حب التوضيح عن هذه النقطة.
وداعاً مونديال إفريقيا
يومان فقط وتطوى صفحة منافسات كأس العالم والذي من خلاله لم يستمتع الرياضيون أو السياسيون أو حتى رجال الأعمال بما كانوا يأملون ويتوقعون، فقد شهد هذا المونديال مفاجآت غير متوقعة ومستويات سيئة وتحكيماً مخيباً ولم يستنتج من هذا التنافس سوى أن من لم يحترم من أمامه فمصيره الخروج من دائرة الحسابات .. نعم لقد وصل للمباراة النهائية من لم يكونا مرشحين أو على الأقل في قائمة من سوف يحقق كأس العالم .. إنه مونديال المفاجآت بجميع ما تحمله الكلمة من معنى، وبعد غد سنرى بطلاً جديداً سنحترمه ونهنئه على إنجازه .. وكل أربع سنوات وأنتم بخير.
نقاط للتأمل
- أصبح كل مدرب يحضر لتدريب فريق الاتحاد أول ما يصطدم مع اللاعب محمد نور وهل عرف مسيرو النادي نهاية الدلال المبالغ فيه.
- أتمنى من الإدارة النصراوية الاستمرار على سياسة حجب البيانات إلا في الحالات الاستثنائية لتظهر قيمتها بعدما أصبحت بلا قيمة ولا عنوان.
- غادرت معظم الفرق في معسكرات خارجية وهي لم تقم بتسجيل لاعبيها الأجانب وعند عودتها سيترتب عليها أعباء مالية هائلة ليتم ويسمح النظام بتسجيلهم بعدما تقوم الإدارات بالوفاء بجميع التزاماتها حسب ما تنص عليه لوائح الاحتراف.
- خرج المنتخب البرازيلي ولحق به المنتخب الأرجنتيني وقبلهما خرجت فرنسا وإيطاليا فلم يعد هناك كبير في عالم المجنونة.
- ليس من الضروري أن تكون مدرباً مميزاً وتصنع الفرق حتى ولو كنت نجماً يوماً من الأيام في المستطيل الأخضر، فاللاعب ليس كما المدرب .. هذا ما لم يدركه الاتحادان البرازيلي والأرجنتيني ليدفعا الثمن غالياً.
- نصيحة لجميع الأندية السعودية .. لا تحضروا اللاعبين العرب باستثناء شمال إفريقيا مثل المغرب والجزائر وتونس لأنهم فقط يحترمون ويدركون معنى الاحتراف.
- من منا لا يعرف (اختصار المسافات) و(السهل الممتنع) و(التوضيح المختصر) .. كل هذه مجتمعة في زاوية «حمى المونديال» فشكراً أبا مشعل من الأعماق.
- هل ندرك جميعاً أن أمن الوطن مسؤولية الجميع .. ونلتقي عبر جريدة الجميع الجزيرة ولكم محبتي.