سيحفظ التاريخ الكروي اسم المدافع الإسباني المخضرم كارلوس بويول الذي نجح بهدفه التاريخي في مرمى ألمانيا في نصف النهائي في أن يعلن، وعبر تلك الرأسية، أن بطل العالم في البطولة التاسعة عشرة سيكون جديداً؛ فإسبانيا لم يسبق لها أن وصلت إلى النهائي، وهولندا خسرت الكأس مرتين، وحظها السيئ أن النهائيين كانا أمام الدولة المضيفة وجماهيرها من خلال 1974م في ألمانيا وفي 1978م في بيونس ايرس عاصمة الأرجنتين.
ورأسية بويول التي ستقود إلى بطل جديد هي إنصاف لما يضمه المنتخب الإسباني من نجوم دفعت كثيرًا من المتابعين إلى ترشيحه للقب قبل بدء البطولة، رغم أن نجومه مرهقون بعد موسم مرهق للفريقين الكبيرين (ريال مدريد وبرشلونة) اللذين يدعمان المنتخب بأكبر عدد من اللاعبين. بعد غد ستكون المهمة الصعبة للمنتخبين؛ فهولندا تريد أن تكون الثالثة ثابتة، وإسبانيا ربما لا يتوافر لديها هذا الكم من النجوم في المستقبل؛ فكل خطوطها تزخر بنجوم كبار لديهم التجربة والخبرة والمهارة لتتويج بلادهم بطلا للعالم للمرة الأولى في تاريخها، ولاسيما وقد أعلنت تفوقها في الاختبار الصعب أمام ألمانيا؛ فنجحت في السيطرة على اللقاء، واستحقت الفوز، وقهرت المنتخب الذي اعتقد كثيرون أنه لا يُقهر، مكررة انتصارها في أمم أوروبا قبل عامين على المنتخب الألماني نفسه. التوقعات تشير إلى فوز إسباني، ولكن المنتخب الهولندي يملك الإصرار والعزيمة وعددًا من النجوم الذين يتميزون بالمهارة والقوة بقيادة النجم الكبير شنايدر. وبعيداً عن الترشيحات والتوقعات سيكون الميدان هو الفيصل، وسيكون المتابع على موعد مع بطل جديد لعالم جديد.
ومع المونديال يستمر الحديث غداً.