مثل الفروع الجافة التي امتدت في جوف التربة ثم صمتت عن الشرب، لا هي تنمو فتخرج لسطح الأرض، ولا هي ميتة فتتحلل في التراب، لكنها تظل عثرة في مسرى الثرى، أو مجرى الماء،..
مثل الكلمة السيئة لا تستتر في الفم ولا تختبئ عن السمع، لكنها حين تُنطق تجرح، وحين تُسمع تطغى..,
مثل الريح الهوجاء، لا تمر خفيفة فتدعُ، ولا تلزم الأطرافَ فتُتَّقى، لكنها عاصفة جارفة، قوية جارحة...
كل يباس في الطبع جفاف وسوء وجرف ,..
وكل حقد في الصدور عثرة، وطغيان، وعصف..
من يعميه طبعه، ويغلب عليه حقده هالك قبل أن يكون مُهْلكا.., وفاشل قبل أن يُحبِطَ سواه، ومكشوف عنه ستر الخضرة والرواء والخير والجمال...
ومن يجيش بسوئه صدرُه فهو غارق ومُغرَق في بحور ظلمته وظلامته، لا ينجو لأن بحرا من الظلمة لا يقوى مكابدته معميٌّ عن النور..
إلا من هدى اللهُ، وبسط له نسائم النور، وأجرى بين يديه نبض الخير، وعمّر صدره وبصره بيقين الخشية، وتقوى النفس..