مغامرةٌ جريئةٌ في ليلٍ مُخمليٍ لم يُرَ لهُ نُور. هَمسَاتُ النُجُومِ تدعُونِي إلى التَحلِيقِ
إِليكَ وبِلا أجْنِحةٍ؛ بِبَرِيقِ شِهابٍ لمَعتْ به عَينَاي.
عَثرَاتُ المَاضي حَرَرتْ رجلاي مِن شللٍ دَام طَوِيلاً.
بِحبِر الرِيشةِ، ونزفِ القلمِ، صوَبتُ سهامِي بلا توانٍ أو كَلل.
تَساقطت الأورَاقُ وتنَاثَرت الصورُ، لم أقِف لالتِقاطِها سِوى لقطةٍ لمَنظرٍٍ بَديعٍ، خَفقَ
لهُ قلبِي، واهتزَت جوارِحي، وفاضَ دمْعي.
صورةٌ تُغلفُها الذِكرى باتتْ من الماضي. رفعتُ رأسِي وإذ بي أرى غَيمَةَ الحنينِِ
مُزناً شحَتْ بوابلها على قفاري.
ها أنا أرفعُ طرفي، وأسنِدُ ظهري، على جدارٍ صلبٍ في زمنٍ قاسٍ.
لعلي أترُكُها هُنا تُؤنِسُ وحدتي وتُلملِمُ بقايا رُوحي، تُبهِجُ نفسي، وتلعَقُ جراحي.
تُعِيدُ إلي نظرةَ التفاؤُلِ بعينِ الرضا عن كُلِ شيءٍ فانٍ.
فكيانٌ مبعثرٌ، لا يُجيدُ فنَ الغوصِ، في بحرٍ هائِجٍ مُتعالٍ.
ومشاعِرٌ غَدتْ كَومَةَ
رمَادٍ، تَعبثُ بها الرِيحُ لا تلْبثُ أن تجمَعَ شَتَاتِي