الذئبة التي غارت أسنانها
في لحمك الطري
لا تنفك من الإطباق عليك
كلما حاولت الإفلات
تفر.. وتفر
حتى ترمي نفسك في النهر
ومثل غواص ماهر
لم يعثر على شيء
تخرج مبللا بالخيبة
تفتش في شوارع المدينة.
شطرا كالتي أعادت كتابة سفرك أل..
وها أنت تؤذن فوق قبابها
لفجر قد لا يأتي.
أو ربما..قد مر!
ستسلب من ذاكرتك
ألوان حروف الطين
وتعود تلف التبغ الحار
بورق الحناء الأصفر.
شطراك.. (ميدوزا) التي وشمتك بالشعر
حتى صار علامتك الفارقة
لتعود وتصرخ
(ما الذي جنيته من الشعر)
ذلك الذي دلك على تاريخ أصابع يدك!
عندما تتحرر من ربقتها
سيغادرك الضوء!
وترجع إليها نادما.
شطراك.
التي لم تبحث عن اسمها
الموسوم على جباه أبنائها
تغري الحالمين.
وتحتفي بنشيج مطربها المر.
الحب باغتني.. أدرت الوجه شطره
والقلب أتعبه الهوى..قد حان شطره
أتيت لشطرتي..لم أجد شطره
وجدت جرحا غائرا في الناصرية
ويوما ما.
سترمي أشيائك خارج أسوارها
وتطردك لأنك لم تعد تعرف وجوهها الجديدة
ولهجتها الجديدة
مثقلا بغبارها
ستحلق
فوق جغرافية بليدة
تعد ليالياً ما كان لها أن تكون
لولا غفلة الحراس
تلوح للشط الذي استقام
وما من طالب ولا
الهلالي يكون قد غادر منذ الصباح
والغالبي غط في سكرة طويلة
تفتش كثيرا عن ضياء وزيدون
وسيعلن لك أحمد نجم
عن رحيل آخر غيمة من نوافذه
ولكنك ستجد رسمية
تقف على أعتاب مدينة أخرى..
بنتها البارحة
في باحة قصيدتها الأخيرة
أومئ لك بالنزول
حتى ترى خالد
ولكنك ستحط مثل قبره
في صحراء أبي عهد
وحينها ليس أمامك سوى أن
تتسلل خلسة نحو خيمتك وتغني.