دعت جسفت أعضائها لاجتماع الجمعية العمومية شعبان القادم، ولكن ياترى كيف كانت ردة فعل الأعضاء حيال تلك الدعوة؟ أجزم أن نسبة منهم قد يتجاهلون الدعوة في نظرة سلبية تماما لأهمية وفاعلية مشاركتهم كأعضاء، بينما جزء آخر قد أعد لائحة لجوانب قصور أداء الجمعية، دون وضع لائحة مماثلة لاقتراحاته التي ربما يكون لها دور في الإصلاح، أما الأعضاء الفاعلون فهم اللذين أعدوا اللائحتين.
نعم قد يقول البعض إن أعضاء الجمعية لم يروا حتى اليوم ما يسرهم منها، ولكن في المقابل لم ترَ الجمعية ما يسرها من هؤلاء المنتسبين اسماً أو من أولئك اللذين خذلوها بعدم الانتساب، فالكل يتهم الآخر، والكل يتبرأ من الذنب، بل لم ننجح سوى في توزيع تلك التهم. ولكن لو تركنا اللوم جانباً وبدأنا فعلياً في البحث عن السبل التي نتمكن فيها من تحقيق آمالنا في الجمعية لربما استطعنا النجاح، ولنبدأ مثلا بتغيير رؤيتنا تجاه دور الجمعية وفصلها تماما عن أنظمة الجهات الحكومية في ظل ثقافة تعتقد أن الحكومة هي الجهة المسؤولة عن نجاحنا مهما أخفقنا! وثقافة تعتقد أن الحكومة هي مصباح علاء الدين السحري!
لن نستطيع تغيير تلك الثقافة بسرعة، لكن المطلوب حاليا هو تغيير مفهومنا عن الجمعية؛ عن كونها مصدراً للعطاء يُطلب منه إلى مُنتج ثقافي يُطلب له، فدورنا رعاية الجمعية حتى تتمكن هي من رعايتنا، لقد زرعنا الجمعية من بذرة قبل سنوات قليلة، البعض منا جلس بجانبها بينما البعض الآخر أخذ موقعاً بعيداً يراقب، فئة لم تكترث لها بتاتا، لكن المصيبة في تلك الفئة التي رمتها بالحجر. كيف لمثل هذه النبتة أن تنمو ولم نرعها؟ لم نسقها ولم نحمها! لا يمكن أن نتوقع أن تثمر ولم يحن وقتها، كما لا يمكن أن نستظل بها وهي لاتزال يافعة، نعم هناك أخطاء ولكن لا يوجد أمامنا سوى حلين، الأول أن نجتثها ونيئس من نموها، والحل الآخر أن نبادر في رعايتها دون حساب حتى تثمر ونجني منها.
الجمعية مشروع علينا التضحية لإنجاحة، لا أن نسعى لنجاحنا نحن من خلاله.... وإلا لأصبحت الجمعية هي الأضحية ولنصل عليها أربعاً لا سجود لها.