.. يتجاوز كشف الحساب السنوي الذي قدمته الجزيرة يوم الاثنين الماضي مجرّد كونه أرقاماً موثقة تبين حصيلة كل نادٍ في كل الألعاب والدرجات طيلة الموسم الفارط إلى ما هو أبعد من ذلك.. فهو يكشف التباين الكبير بين الأندية، ويكشف أنّ أندية صغيرة في شهرتها وأسمائها كبيرة في نتائجها وعملها.. كما يكشف حقيقة كل نادٍ والطريقة التي يدار بها، ليس على صعيد إدارة واحدة أو أشخاص معينين، بل على صعيد العمل الإجمالي في النادي كمؤسسة بغضّ النظر عن الاسم أو الإدارة التي تقف على سدّة العمل فيه.
.. في نادٍ مثل الهلال تسيّد الساحة متصدراً طيلة سبعة مواسم سابقة في الحصيلة العامة، ووصيفاً في موسم واحد، يتضح أنّ الأمور تدار فيه بطريقة تضمن بقاءه بطلاً وفي كل الألعاب، فخلال المواسم الثمانية التي قدمت فيها الجزيرة كشف الحساب السنوي تعاقب على النادي ثلاثة رؤساء، لكن النتيجة واحدة.. «الهلال أولاً».. في أندية أخرى ولن أسمّي هذه المرة بل أحيل القارئ الكريم إلى الكشف السنوي ما زال الغياب سيد الموقف.. بل إنّ نادياً يحسب من الأندية الكبيرة - ولكن ليس على طريقة الأستاذ خالد البلطان - ما زال غائباً عن المنافسة وما زال مركزه متأخراً جداً قياساً على ظهوره الإعلامي وفي كافة الوسائل وحتى أزيد من الشعر بيتاً أشير إلى أنه لم يحقق طوال السنوات الثماني السابقة وفي كافة ألعابه ودرجاته سوى سبع بطولات فقط.. ولك عزيزي القارئ أن تقارن هذا العدد بـ229 بطولة حققها الهلال خلال نفس المدة الزمنية وأن تحلل نتائج هذه المقارنة بالشكل الذي يروق لك.
.. تقدم (الجزيرة) كشف الحساب السنوي بشكل موثق.. ويبذل الزميل الرائع الراصد عبدالله المالكي جهوداً كبيرة طوال الموسم من أجل ضمان عدم الوقوع في الخطأ، ويظل بعده على تواصل مع المعنيين بالاتحادات الرياضية المختلفة من أجل التأكد من المعلومات التي لديه.. ثم يضع آليات دقيقة لرصده حتى لا يبخس حق أحد، ثم يقدم الأرقام الرسمية الموثقة التي تكشف حقيقة كل نادٍ في المملكة وتضعه في المكانة المستحقة.. وتبرز جهود القائمين عليه أو تكشف حقيقتهم...
.. أخيراً أرى أنّ من واجب رعاية الشباب أن تكرم الهلال على نتائجه الكبيرة طوال السنوات الثماني الماضية.. وأن تحتفي بالأندية التي كنا نعدها صغيرة.. قبل أن يكشف كشف الحساب السنوي مَن الصغار.. ومَن هم الكبار فعلاً.. بمقاييس النتائج والإنجازات.. لا بمقاييس الظهور الإعلامي والتصريحات.
في المونديال .. منافسات أخرى
تستهويني كثيراً لغة الأرقام في المونديال.. وأعتبر أنّ رصدها منافسة من نوع آخر تضفي المزيد من التشويق لكأس العالم.
مثلاً كلوزه.. أصبح على مسافة هدف واحد فقط من البرازيلي رونالدو - قبل مباراة البارحة - حيث لدى كلوزه 14 هدفاً ولرونالدو 15 في تاريخ المونديال.. والأخير ما زال صاحب الرقم القياسي في هذا الشأن طوال التاريخ.
مثلاً اللاعبون الذين سجلوا في ثلاث مونديالات يفصل بينها 12 عاماً.. حيث دخل المكسيكي بلانكو القائمة بجانب عظام الكرة بيليه وموللر ومارادونا وسامي الجابر ولاودروب!!
مارادونا يعجز عن الانضمام لمدربين نجحوا في الفوز بالكأس لاعبين ومدربين أمثال البرازيلي ماريو زاجالو والألماني باكنباور!!
الحكم الأوزبكي رافشان ايرماتوف عادل الرقم القياسي للمكسيكي ارتشونديا والأرجنتيني اييلزوندو.. والرقم القياسي يخص قيادة خمس مباريات في نسخة مونديالية واحدة!!
ايرماتوف أيضاً دخل التاريخ عندما سجل كأصغر حكم يدير المباراة الافتتاحية للمونديال منذ العام 1934م!!
الراصدون لم يقفوا عند هذا الحد فقد كشفوا أيضاً أنّ الحكمين الفرنسي كينيو والأورجواني لاريوندا يحملان الرقم القياسي في عدد المباريات التي أداراها في المونديال وفي أكثر من نسخة والرقم هنا هو (8) وما يهمنا كعرب ما زلنا نسجل الإخفاق تلو الإخفاق في المونديال - هنا أشير إلى أن الحكم الإماراتي علي أبو جسيم يحل ثانياً في هذا الشأن بسبع مباريات -!!
الأرقام تقول أيضاً إن اللاعبين الذين تتجاوز أقيامهم الأصفار السبعة وب(اليورو) سجلوا غياباً تاماً في المونديال وخرجوا الواحد تلو الآخر.. ولم يكن حال روني ولا ميسي ولا كاكا ولا كريستيانو رونالدو أفضل من الآخر.. بل إن حصيلة الرباعي لم تتجاوز الهدف الواحد، ويا خسارة انتظار عشاق المستديرة لما سيقدمه الرباعي!!
بقي رقم قياسي آخر - والأرقام كثيرة - لا أحبذ ذكره.. والفقرات (السبع) أعلاه تكفي ولا داعي لفقرة (ثامنة)!!
مراحل .. مراحل
اللعب الفردي قد يغلب مرة.. وقد يفشل مرات ومرات وهذا ما حدث في المونديال!!
بعد أن أصبح رحيل غريتس واقعاً.. هل توقف طموح الهلاليين عند باب كالديرون؟؟ وهل لدى الأخير ما يقدمه للفريق وهو الذي استنفد كل ما لديه مع منتخبنا ومع عمان ثم الاتحاد؟؟
يقول صديقي الهلالي.. «صدمتي ليست في رحيل غريتس، فالهلال لم يتوقف على مدرب ولا لاعب ولا إداري طوال تاريخه.. ولكن الصدمة في البديل.. فهل انتهى المدربون»!!
أخبار التدريبات تتحدث عن جماهير غفيرة.. وتمزيق شباك.. ووعود تتطاير ذات اليمين وذات الشمال.. وعندما يبدأ الموسم سوف تتضح الحقيقة.. و»المويه تكذب الغطاس» كما يقولون!!
قصة نور .. لا جديد .. وستنتهي كما جرت عليه العادة!!
sa656as@yahoo.com