لم يبق من المونديال إلا لقاءان، سيكون النهائي بالطبع هو الأهم وهو من سيستأثر بالأضواء والمتابعة لأنه يعني التاريخ والتاريخ هو ما يحفظ أسماء الأبطال وحدهم لأن المنتصرين هم من يكتب التاريخ وللخاسرين والمتابعين قراءته والاحتفاظ به.. والتاريخ الذي سيكتبه الفائز بكأس العالم الـ19 سيحفظ أن القارة العجوز ستفوز به للمرة الأولى خارج أراضيها وستحفظ أوروبا لإفريقيا أنها شاهد عصر على فوز أحد منتخباتها بكأس العالم على أراضيها تماماً كما حفظت ألمانيا وهي الممثل الأهم لأوروبا في المونديال أن ملاعب جنوب إفريقيا شهدت انتصاراتها المدوية ذات الدفع الرباعي على الخصمين المنافسين إنجلترا ومن استفزتها الأرجنتين.. كما أنها أي أوروبا قد أنهت عقد المدرب البرازيلي دونجا عقاباً على خسارته من هولندا في ربع النهائي ووضعت مارادونا في مهب الريح كاسم تدريبي بعد أن كشفت إمكاناته المتواضعة حتى وإن حاول الأرجنتينيون رفع معنويات أسطورة كرة القدم من خلال الاستقبال الرائع أو التلميح بوضع مجسم له في بيونس أيرس وهو المجسم الذي تأخر تشييده، فالمفترض أن يكون بعد مونديال 1986م وليس الآن (!!).
بقي الإشارة إلى أن أسهم المدرب الألماني واكيم لوف قد ارتفعت كثيراً فقد جاء لجوهانسبرج مغموراً وأصبح حالياً في قائمة كبار المدربين بسبب أداء المنتخب الألماني المذهل وكذلك النتائج الكبيرة التي يسجلها كلوزه ورفاقه، ولكن السؤال هل ارتفاع أسهم لوف هو ما دفعه إلى الطرد (المؤدب) لقائد الفريق المصاب مايكل بلاك حين ذكر له أن طبيب المنتخب مشغول بالمصابين وأن عليه أن يعود لألمانيا لعلاج إصابته.. هذا القرار لماذا لم يتخذه المدرب منذ البداية وهل كان المدرب الإيطالي كابيللو سيتخذ نفس القرار بحق بيكهام لو عملت إنجلترا ما عملته ألمانيا؟.. ربّما.
ومع المونديال يستمر الحديث غداً..