ثلاثة شرايين هامة في جسد الوطن تعاني من الخلل والانسداد وتخضع إلى عمليات ترقيع وتوصيل وتشريح بدائي بطيء يؤخر تدفق وحيوية مرور الدورة التجارية في ذلك الجسد (لأكثر من 20 عاما). صحيح أن الموانئ هي الشريان الهام الذي يوصل الدفق الاقتصادي الهام البترول أطال الله عمره كما قالها أطال الله عمره خادم الحرمين الشريفين حفظه الله إلى سائر الأقطار باعتباره مصدر رزقنا الأهم ولكن الموانئ لا تكفي فقط للتجارة الدولية من وإلى الوطن، فتجد ولا شك طرقا برية تصلنا بالعالم وتصل العالم بنا ولعل أهم هذا (الطرق الشرايين) هو (طريق الشمال) الذي يصل الخليج العربي عبر المملكة ببلاد الشام ومن ثم المجموعة الأوروبية عبر تركيا. وهنالك أيضاً طريق (الكويت الحفر)، الذي يعانق خط الشمال في محافظة حفر الباطن والذي يشكل رافداً حيوياً مع نظيره خط حائل القريات الذي يعانق ذات الخط على منفذ الحدود الشمالية (منفذ الحديثة) ولكن المشكلة العويصة التي طال حلها بالفعل حتى النسيان هو إتمام إصلاح هذا الطريق الدولي وإصلاح روافده أيضاً، فهذا الطريق بدئ بإصلاحه منذ ثلاثة عقود خلت وما زال يراوح في مكانه تماما كما تسير جرافاته البطيئة التي (تخرِّب) ما تصلح آلات (الرصّ) وهكذا تبدأ من جديد عملية الترقيع والإصلاح. أما بالنسبة لرافده خط الكويت الحفر فقد أنجز مساره المزدوج منذ عام بعد أن مكث أكثر من (40) عاماً بالتمام والكمال ورغم الانتهاء منه فإنه على حدّ علمي لم يفتتح بعد (بسبب لا أدريه ولا يدريه المسافر الذي يسلكه أيضاً) (!!).
أما خط (حائل القريات) باعتباره أحدث روافد خط الشمال فلا تنقصه إلا الخدمات والمراكز الطبية التي بالإمكان حلها بمراكز متنقلة لخدمة المسافرين (وكان الله بالسفر عليماً).
يبقى القول أخيراً: إننا لا نتذكر هذا الطريق إلا في مواسم القيظ والسفر راجين أن ننسى كل ما يبعث على تذكره بإذن الله إلى الأبد.