الارقام لا تكذب ولا تجامل ولا تهادن ولا تخاف ولا ترضخ ولا يجدي معها تهديد ولا وعيد.. الارقام المجردة والحقائق الموثقة عندما تقول كلمتها فإنها كلمة قاطعة وحاسمة.. اما من يؤمن بالضجيج والهياط والثرثرة والانجازات الاعلامية الفارغة فلامكان له في الاعراب اعترف ام لم يعترف..
من خلال الكشف السنوي الشامل الذي اعتادت جريدة الجزيرة تقديمه منذ سبعة مواسم مضت.. والذي تحصر من خلاله إنجازات الاندية الموسمية في كل الالعاب وعلى مستوى المملكة.. والمستخرجة إحصائياته وارقامه من سجلات الاتحادات الرياضية.. تمسك الهلال بصدارته وبكونه البطل الشامل والنادي الاول في المملكة.. بـ29 بطولة.. وبفارق شاسع عن صاحب المركز الثاني..
وهي المرة السادسة خلال السبع سنوات الاخيرة يحافظ فيها نادي القرن الآسيوي على صدارته كأكثر الاندية السعودية إنجازات وبطولات على مستوى المملكة وعلى مستوى كافة الالعاب.. ليثبت الهلال دائماً أنه ليس فقط فريق كرة القدم وليس زعيم لعبة القدم.. بل يتزعم الاندية كناد شامل متعدد النشاطات..
وما تقدمه الجزيرة من خلال كشف سنوي متعوب عليه.. حتى يقال للمحسن احسنت وللمقصر (شد حيلك)!.. وهناك من تزعجه هذه الحقائق.. واعتاد على الخروج والتبجح اعلاميا ان ناديه هو النادي الاول والشامل.. بل ينال من الاندية التي تتفوق على ناديه ويقلل من شأنها.. وتأتي الارقام الرسمية في كل عام لترد على امثال هؤلاء ردا موضوعيا امينا.. فالتفوق يأتي بالعمل على ارض الواقع وليس بالاماني والاحلام..
الاندية المصنفة بالجماهيرية وان شئتم تقولوا الاندية الاعلامية فلكم ذلك.. تتراجع مراكزها عاما بعد آخر.. لتسبقهم اندية صغيرة في إمكانياتها كبيرة في طموحاتها..
فالاهلي حل سابعاً.. والاتحاد عاشراً... والنصر بالمركز الاخير!!..
مثل هذه التقارير الرسمية التي تكشف الفرق بين النادي العملي والنادي الاعلامي تثير كالعادة النقمة على الصحيفة الرائدة الجزيرة.. لان البعض لا يحبون لغة الارقام.. لذا تتعرض للتهجم المستمر من قبلهم وينالون منها.. وكأن الجزيرة مسؤولة عن تقصير وتراجع انديتهم في التصنيف.. وإذا كانوا يريدون ان تقدم الجزيرة كشفا وحصرا لأكثر وافضل الاندية إنجازات اعلامية.. فقط ماعليهم الا ان يقلبوا هذا الجدول او هذا الكشف رأساً على عقب ويطالعوا الترتيب مجدداً..
موندياليات
يتجه هذا المونديال الباهت والقليل الاثارة وبنجومه العالمية المنطفئة والعقيم في تقديم نجوم جدد.. يتجه إلى النهاية وكأنه لم يبدأ.. ربما لا تبقى في الذاكرة منه الا تقليعة الفوفوزيلا.. واهم قراءة له ان المنتخبات اللاتينية تفوقت في الادوار الاولى.. وعادت المنتخبات الاوروبية لتقلب الطاولة في ادوار الحسم..
المنتخب البرازيلي غير المقنع بعناصره دفع ثمن تهاونه في استغلال فرص الشوط الاول.. لتشتغل الطاحونة وتطحن ملوك السامبا..
اللاعب شين وقوي عين.. لم يكتف بتسببه بهدف في مرمى فريقه.. وأكمل حماقاته بدهسه لروبن ليقصى من المباراة.. ويوجه طعنة نجلاء لفريقه المبتلى به.. واللاعب الذي يشعر بتدهور معنوياته وإصابته باليأس عليه ان يطلب من المدرب مغادرة الملعب وليس الخروج منه بهذه الطريقة الحمقى..
اما الارجنتين فقلت سابقا انها لا تقدم منتخبا او فريقا بقدر ماتقدم نجوما واساطير.. فلايوجد منتخب أرجنتين اقنع وثبت على مستوى لسنوات.. لانه ببساطة منتخب يعتمد على التجليات والابداع الفردي كما حدث في مونديال 86م.. ففي حين يتحرك المنتخب الالماني بدقة وحساب وانضباط أشبه بماكينة واللاعبون تروسها.. كان منتخب الارجنتين على العكس رغم افضليته مهاريا.. يلعب على طريقة غوار (كل مين ايده إله)..
ماردونا عبقري الكرة وأروع من روض هذا (الجلد المنفوخ) بقدمه.. لم يستطع ترويضها من خلال أقدام الآخرين.. ففلسفته التدريبية لا تختلف عن فلسفة المدرسة التدريبية الشهيرة (شدوا حيلكم ياشباب).. لا ترى تكتيكاً ولا عملاً منظماً او ممنهجاً في طريقة لعب المنتخب الارجنتيني.. ولو كان ماردونا حصيفا لاعتمد على كافة لاعبي بلده الذين يلعبون لفريق الانتر بطل اوروبا.. واستفاد من انسجامهم وتجانسهم.. ولكن هل هي مكابرة وعناد ام غفلة الله اعلم!.. ترى هل الارجنتين بحاجة إلى مدرب غير ارجنتيني ليصهر هذه النجوم ويقدم منتخبا ارجنتينيا عليه القيمة؟!!
تقليعات الفيفا
عندما استخدم لاعب الارجواي سواريزو يده لمنع الكرة من دخول المرمى.. الجميع مقتنع انه عمل الصح.. بل تعتبر حركة احترافية ليس فيها إيذاء.. ويبقى القانون هو من يعاقبه.. وعندما يفكر مسؤولو الفيفا بمضاعفة عقوبة اللاعب فهذه نوع من الحماقة.. فالقانون واضح.. طرد وضربة جزاء وعندما تهدر غانا ركلة الجزاء فهذه طبيعة اللعبة وليس ذنب اللاعب..
وإذا كان الفيفا يشعر بعقدة الذنب وان غانا ظلمت فالمشكلة اذن في قانون الفيفا الضعيف.. وليس للاعب الذي فضل العقاب على دخول الكرة هدفا في مرمى منتخب بلده..
وممكن تعديل القانون.. بحيث لو وقف لاعب على خط المرمى وتقمص دور الحارس ومنع بيده كرة متجهة للشباك بشكل متعمد لا لبس فيه.. يمكن اعتبارها هدفا كما يحدث في كرة السلة والاكتفاء بإنذار اللاعب..
وكنت اتمنى من الفيفا ان يناقش القانون الاهم وهو دخول اللاعبين إلى منطقة الجزاء قبل تنفيذ ركلة الجزاء.. والذي ثبت انه القانون الذي لا يطبق بدقه من الحكام فيطبق حينا ويترك أحايين اخرى حتى في المباراة الواحدة.. كما حدث في مباراة إسبانيا وبارغواي فالحكم اجحف بحق البارغواي حيث لم يعيد تنفيذ الجزائية متجاهلا الدخول الجماعي من اللاعبين الاسبان.. في حين كان دقيقا في إعادة الركلة الاسبانية!..
وسبق ان اقترحت في مقال قديم وضع خط خفيف او (متقطع) يبعد عن منطقة الجزاء بمسافة كافيه كأن يكون خمسة أمتار.. بحيث يسمح للاعبين بالتحرك عند تحرك اللاعب نحو تسديد الركلة وليس بعد التسديد وهو مايحدث حالياً ويثير الكثير من الاشكالات..
سامي سنتر.. ماجد سنتر
زميلنا صاحب الكلمة الرشيقة والكتابة الساخرة احمد الرشيد.. تحدث عن الخسارة الرباعية للانجليز من الالمان.. وقال ان الانجليز ناقشوا الخسارة.. وحملوها المنتخب لاعبين وجهازا اداريا وتدريبيا بشكل جماعي.. ولم يقولوا عن نجم منتخبهم جيرارد.. جيرارد سنتر.. بالطبع كاتبنا لم يلحق بالرباعية الالمانية الجديدة.. والا لتحدث عن ميسي سنتر..
اما الاصوات النشاز لدينا فلازالت تستغل أي إخفاقات للمنتخب السعودي لتصفية الحسابات وتمارس عقدها ضد النجوم الكبار.. فسامي سنتر لانه كان مع المنتخب عندما خسر بالثمانية من المنتخب الألماني!!.. ولا يستبعد ان يرد الطرف الآخر إذا فقد حلمه وصبره.. فنسمع عن نور سنتر لانه كان حاضر وشاهد عيان على الثمانية.. او ربما نقرأ ماجد سنتر بحجة انه سنتر سبع مرات امام المنتخب الاولمبي الالماني!.. او لانه سنتر ست مرات امام نيوزلندا!!.. مع أن كرة القدم لعبة جماعية.. وليست تنس ارضي.. ولكنها حماقات شريحة من الصحفيين وبعض المشجعين..
ضربات حرة
لاشك ان ماردونا تدريبيا (مهرج) كما قال السفاح الايطالي الشهير جنتلي.. لكن جنتلي وكما قال ماردونا.. هو أحد أخطر المدافعين القتلة الذين مروا على دورات كأس العالم.. واعتقد لو أصدر الفيفا لائحة سوداء بهؤلاء القتلة ومخربي متعة الكرة لكان جنتلي في صدارة القائمة.
تمرد محمد نور وعدم انضباطيته وضربه لتعليمات المدرب عرض الحائط وإذلاله للإدارة ولمدربه امام الجماهير.. واضطرار الفريق للسفر إلى المعسكر بدونه هي عادة موسمية لمحمد نور.. لانه يعتقد ان الاتحاد لا شيء بدونه.. وهو على ثقة انهم سيرضخون له ويسترضونه كالعادة لينخرط في التمارين اذا راق مزاجه وطاب كيفه.
اندية الفتح فالوحدة ثم الجزيرة فالصواب وعكاظ.. هذه الاندية المكافحة الضعيفة الامكانات المادية والكبيرة بطموحاتها هي التي احتلت المراكز من الثاني حتى السادس في الحصاد الموسمي للبطولات.. متخطية الأندية الإعلامية.
العنبر لاعب صندوق متميز فهو يتمتع ببنيان بدني ممتاز ورأس لا تخطئ المرمى ويجيد التسديد بالقدمين.. ولكن بروده ولامبالاته وضعف طموحه وإهماله لإصاباته.. هو ما اضطر الهلال لتسريحه مؤقتا على سبيل الإعارة لعله يعيد اكتشاف نفسه.. فمجرد الإعارة يعني أن الهلال متمسك به.. فهل يتمسك العنبر بالهلال ويجبرهم على إعادته للفريق مستقبلا؟
اختيار العنبر للحزم.. اختيار مناسب.. وأعتقد نوعية فريق الحزم وطريقة لعبه.. وحتى مواصفات ملعبه مناسبة.. وإذا شارك العنبر في اكبر عدد من المباريات لا أستبعد أن ينافس على لقب الهداف..