على مدار 12 مشاركة سابقة في بطولات كأس العالم لكرة القدم، لم تكن نتائج المنتخب الإسباني على قدر الترشيحات أو التوقعات التي تصاحبه في أي من هذه البطولات ولكنه يستطيع أن يحقق هذه التوقعات في بطولة كأس العالم 2010 المقامة حالياً بجنوب إفريقيا.
وما زال المنتخب الإسباني في دائرة المنافسة على اللقب العالمي، حيث بلغ المربع الذهبي للبطولة بعد التغلب على باراجواي 1 - صفر في دور الثمانية بالبطولة.
وإذا أحرز المنتخب الإسباني لقب البطولة يوم الأحد المقبل على استاد «سوكر سيتي» في جوهانسبرج، سيكون أول منتخب يجمع بين اللقبين العالمي والأوروبي في آن واحد منذ أن نجح منتخب ألمانيا الغربية في ذلك بإحراز اللقب الأوروبي عام 1972 واللقب العالمي في عام 1974م. ولكن الفريق يحتاج أولاً إلى التغلب على نظيره الألماني اليوم على استاد «موزيس مابيدا» بمدينة ديربان.
ولا يرجح التاريخ كفة هذا الفريق الذي لم يكن أبداً عند حسن الظن في مشاركاته السابقة بالمونديال ففشل على مدار جميع مشاركاته السابقة في بلوغ المربع الذهبي للبطولة رغم أنه كان مرشحاً أكثر من مرة للمنافسة على اللقب. وكان أفضل إنجاز للفريق هو الفوز بالمركز الرابع في مونديال 1950 عندما أقيمت منافسات الدور النهائي بنظام المجموعة. وفي المقابل، يمتلك المنتخب الألماني واحداً من أفضل السجلات في تاريخ بطولات كأس العالم، حيث أحرز اللقب ثلاث مرات سابقة ووصل إلى المباراة النهائية في أربع بطولات أخرى. وسحق المنتخب الألماني نظيره الأرجنتيني يوم السبت الماضي ليتأهل إلى الدور قبل النهائي للبطولة للمرة الثانية عشرة في تاريخه.
ولم يسبق لأي فريق آخر أن وصل للدور قبل النهائي في كل هذا العدد من بطولات كأس العالم كما تأهل الفريق للمباراة النهائية سبع مرات سابقة وهو رقم قياسي آخر في البطولة.
ولكن تاريخ المشاركات السابقة لكل من الفريقين ليس الشيء الوحيد الذي يزعج فيسنتي دل بوسكي المدير الفني للمنتخب الإسباني.
وعانى المنتخب الإسباني كثيراً في مباراته أمام باراجواي ويدرك دل بوسكي أن الفريق سيكون بحاجة للعب بشكل أفضل إذا أراد التغلب على المنتخب الألماني المفعم بالمواهب الشابة والذي سجّل ثمانية أهداف في شباك المنتخبين الإنجليزي والأرجنتيني خلال دوري الستة عشر والثمانية على الترتيب.
وأضاف «نأمل في الارتقاء بالمستوى في هذه المباراة. ونأمل في أن تكون مباراتنا مع ألمانيا والمباراة الأخرى بالدور قبل النهائي دعاية جيدة لكرة القدم».
وخاض المنتخب الإسباني بطل أوروبا فعاليات المونديال الحالي كأحد أبرز المرشحين للفوز باللقب ولكن مستوى الفريق لم يرق حتى الآن لنفس المستوى الرائع الذي ساعده على الفوز بجميع المباريات العشر التي خاضها في التصفيات الأوروبية المؤهلة للمونديال الحالي. ومني الفريق بهزيمة مفاجئة في بداية مسيرته بالبطولة الحالية، حيث خسر 1- صفر أمام نظيره السويسري ولكنه عبر إلى الدور الثاني بعد التغلب على نظيريه الهندوراسي والشيلي ثم أطاح بنظيره البرتغالي من دور الستة عشر.
وكان منتخب باراجواي قادراً على إحراج الفريق والإطاحة به من دور الثمانية بعدما تفوق عليه في فترات عديدة من المباراة وأغلق أمامه جميع المساحات في وسط الملعب كما قلّص من الفرص الهجومية التي سنحت له.
وأهدر كل من الفريقين ضربة جزاء احتسبت له خلال المباراة قبل أن يحرز ديفيد فيا مهاجم المنتخب الإسباني هدف الحسم صفر - 1 لفريقه وهو الهدف الشخصي الخامس له في البطولة حتى الآن لينفرد بصدارة قائمة الهدافين في المونديال الحالي.
وبدا المنتخب الإسباني أكثر خطورة بعد نزول اللاعب سيسك فابريجاس في الدقيقة 56 بديلاً للمهاجم فيرناندو توريس البعيد تماماً عن مستواه في البطولة الحالية. ويتطلع إنييستا، الذي ساهم في صناعة هدف الفوز الذي أحرزه فيا والذي توج بجائزة أفضل لاعب في المباراة، إلى المباراة أمام المنتخب الألماني. وقال إنييستا «سنواجه المنتخب الألماني مجدداً ولكنني أعتقد أنها لن تكون على أي درجة من التشابه مع المباراة النهائية ليورو 2008 عندما واجهنا المنتخب الألماني».
وتوقع إنييستا أن تكون مباراة اليوم هدية متميزة لعشاق كرة القدم في كل أنحاء العالم. وقال إنييستا «المنتخب الألماني قدّم بطولة كأس عالم رائعة.. إنهم يلعبون بشكل متميز ولديهم حافز قوي.. ستكون مباراة رائعة».