الجزيرة - ياسر الجلاجل - عبدالرحمن اليوسف - تصوير - فتحي كالي
اعترف الدكتور فهد العمران وكيل وزارة التربية والتعليم لشؤون البنات أن اختبارات قياس أصبحت كابوساً مزعجاً للطلاب والطالبات وأولياء أمورهم بعدما أزاحت الوزارة كابوس اختبارات الوزارة في الثانوية العامة التي استمرت لسنين طويلة، وقال العمران إن النسب العالية من خريجي وخريجات الثانوية العامة من (94 % إلى 100 %) ليست مؤشراً على التحصيل العلمي للطالب، موضحاً أن هناك الكثير من الطلاب والطالبات لا يستحقون هذه النسبة العالية لأنهم قد حصلوا عليها بطرق أخرى, مؤكداً أن الطلاب الذين حصلوا على هذه النسب العالية في الثانوية العامة باجتهاد وتحصيل عملي ودراسي لا يجدون صعوبة في تجاوز اختبارات قياس.
وشدد د. العمران في تصريح خاص ل(الجزيرة) عقب المؤتمر الصحفي الذي أقيم صباح أمس بمقر وزارة التربية والتعليم للإعلان عن مخرجات نتائج الثانوية العامة على أن من حق الجامعات اختيار قدرات عقلية معينة، مؤكدا أن ليس كل الطلاب التابعين لوزارة التربية والتعليم مهيئين لدخول الجامعات رغم أنه تلقوا تعليمهم الابتدائي والمتوسط والثانوي.
واعترف العمران أن اختبارات قياس غير مركزه على تحصيل الطالب خلال دراسته في التعليم العام بل هو محصلة لما تعلمه خلال (12 عاما) التي قضاها في التعليم العام، وأوضح العمران أن ليس هناك مشاكل في مناهج التربية والتعليم، مشيراً إلى أن بعض الطلاب لديهم إشكالات معينة في اختبارات قياس مؤكداً أن الطالب لا يستطيع التعبير والإجابة عن الأسئلة في اختبارات قياس بسبب عدم استطاعته صياغة هذه الأجوبة الموجودة أساسا في ذهنه. ورمى العمران شيئا من المسؤولية على كثرة الأسئلة التي يضعها المركز الوطني للقياس والتقويم مما يربك الطالب ويجعله مشتتاً ومحتاراً.
إلى ذلك أكد الدكتور عبدالرحمن البراك وكيل وزارة التربية والتعليم لشؤون البنين أن هناك تكاملا كبيرا مابين وزارته ووزارة التعليم العالي فيما يعد من خلال اختبار القياس ويتم ذلك في عمليات مشتركة مع قطاعات التربية والتعليم.
وقال إن قياس يختبر المهارات العددية واللغوية التي من المفترض أنها تحقق للطلاب طيلة سنوات دراستهم من الصف الأول الابتدائي وحتى صف الثالث الثانوي، وشدد على أن اختبارات قياس ليست صورة للاختبارات الثانوية العامة بل هي صورة مطورة للتأكد من أن الطالب قد حقق مجموعة من المهارات طيلة سنوات دراسته. مشدداً على أن اختبارات قياس فيها من العدالة الشيء الكثير لأنه ليس موجه لشريحة دون شريحة أخرى.
وكان صاحب السمو الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد آل سعود وزير التربية والتعليم قد وجّه تهنئته لخريجي طلاب المرحلة الثانوية ولأولياء أمورهم وقال سموه في كلمة مسجلة وجهها بهذه المناسبة قال فيها: (إن هذا اليوم هو من أيام الحصاد، التي يجني فيها المجتهد المُجدّ ثمرة كدّه وكدحه، ويستمتع بتفوقه وإبداعه، فهنيئاً لكم النجاح والتفوق، وهنيئاً لكلّ أمّ وأب وأسرة ومعلّم ومعلمة... كانوا وراء ما حققه الأبناء والبنات من نجاح وتفوق، وها أنتم اليوم - أبنائي الطلاب وبناتي الطالبات - تضعون أقدامكم في مرحلة أخرى من مراحل العطاء العلمي والعملي، وتحددون وجهتكم الوظيفية، خدمة لدينكم ووطنكم ومليككم وأمتكم)، وأضاف سموه في كلمته (أبنائي في مراحل التعليم العام، إنّكم في كلّ عام ترتقون درجة في التعليم، وتخطون كما خطى زملائكم نحو التخرج، وأنتم الأقدر على صناعة مستقبلكم بعون الله بجدّكم، واجتهادكم، واكتشافكم لقدراتكم ومواهبكم ومكامن الإبداع في نفوسكم، وهي مسؤوليتكم، وأنتم أهل لها، وما تزرعونه اليوم... تحصدونه في الغد... و(المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف)).
وقدم سموه في كلمته شكره للمعلمين والمعلمات ومنسوبي التربية والتعليم على جهودهم المخلصة الدؤوبة، التي بذلوها بإخلاص وتفاني، وتطلعهم للمزيد من تطوير الأداء وتجويد الكفاءة التعليمية، وتحسين البيئة التعليمية.
وأضاف سمو الوزير (لقد التزمت الوزارة أمام القيادة الرشيدة برفع نوعية التعليم العامّ وتحسين كفاءة مؤسساته، وتجويد مخرجاته، وهي تدرك ما تستقبله من تحديات، وصعوبات، لكنها تثق بالله أولا، وبدعم القيادة ثانيا، وبأطقمها البشرية وعقولها المفكرة، وبالمجتمع بكافة مؤسساته التعليمية وغيرها، مؤمنة بالشراكة خياراً استراتيجياً، وباللامركزية خياراً عملياً ديناميكياً، وبالتخطيط الاستراتيجي والتنظيم والمعيارية والتقويم والمحاسبية منهجية تطويرية محكمة).
ومن مبادرات الوزارة الحالية مبادرة تقنية المعلومات والتعاملات الإلكترونية، والتي تشمل نظام رصد نتائج الاختبارات للثانوية العامة، حيث تتيح الوزارة لجميع طلابها وطالباتها تيسير حصولهم على نتائجهم في أقلّ زمن، وأدق صورة، من خلال قاعدة بيانات مكتملة، تُرصد فيها الدرجات المتحصلة أولا بأوّل، لتكون النتائج النهائية في متناولهم على موقع الوزارة، عقب الاختبارات مباشرة بإذن الله، بالرقم المدني، ومن دون عناء، كما ستزود الجامعات والكليات والجهات المعنية بنسخة إلكترونية مفصله منها، لتيسير تسجيلهم والتسريع فيه.
وفي ذات الإطار قال معالي النائب إن وزارة التربية والتعليم تمكنت من إصدار النتائج لطلاب والطالبات خلال (168) ساعة أي أسبوع واحد من نهاية الاختبارات، وهذه مدة قياسية لم يسبق تحقيقها في تاريخ الوزارة، وتعد متميزة على المستوى الإقليمي حيث يبلغ متوسط مدة الانتهاء من الرصد والتدقيق والإعلان شهراً من نهاية الاختبارات.
وبين معاليه أن عدد الطلاب المشاركين في الاختبارات بلغ 198.177 حقق درجة النجاح من بينهم 181.024 بنسبة بلغت 91.3 فيما بلغ عدد الطالبات 162.589حقق درجة النجاح منهن 150.825 بنسبة بلغت 92.8 % وبلغت النسبة العامة للطلاب والطالبات المجتازين لاختبارات الشهادة الثانوية 92.0 % في المئة.
وأشار معالي الأستاذ فيصل بن معمر إلى أن عدد الطالبات في القسم الأدبي بلغ 82.281 وأن الناجحات منهن بلغ عددهن 75.182 بنسبة بلغت 91.4% فيما بلغ عدد طالبات القسم العلمي 75.996 وبلغ عدد الناجحات 71.425 بنسبة مئوية بلغت 94.0 وكان عدد طالبات قسم العوق البصري للبنات 19 طالبة وحصل على درجة النجاح 18 طالبة بنسبة إجمالية بلغت 94.7% فيما بلغ عدد طلاب العوق البصري بنين 52 وبلغت نسبة النجاح 100.0%، وبلغ عدد طالبات العوق السمعي بنات 171 طالبة وقد حصلت على درجة النجاح 169 طالبة بنسبة بلغت 98.8 % فيما بلغ عدد طلاب العوق السمعي بنين 179 وحقق درجة النجاح 176 طالباً بنسبة بلغت 98.3 % وفي قسم تحفيظ القرآن الكريم للبنات بلغ عدد الطالبات 4.022 طالبة وقد حققت درجات النجاح 3.931 طالبة بنسبة بلغت 97.7% فيما بلغ عدد طلاب قسم تحفيظ القرآن الكريم بنين 1.816 وحقق درجة النجاح 1.756 بنسبة بلغت 96.7 %.
وفي قسم العلوم الإدارية بلغ عدد الطلاب 1.765 طالباً وحقق درجة النجاح 1.528 بنسبة بلغت 86.6% وفي قسم العلوم الشرعية والعربية 59.648 وحقق درجة النجاح منهم 51.885 بنسبة بلغت 87.0 %، وبلغ عدد طالبات قسم العلوم الشرعية والعربية في المدارس السعودية في الخارج 20 طالبة حققن جميعاً درجة النجاح فيما بلغ عدد الطلاب في قسم العلوم الشرعية والعربية في المدارس السعودية في الخارج 14 طالباً حقق منهم درجة النجاح 12 طالباً بنسبة بلغت 85.7 %.
وبلغ عدد طلاب وطالبات قسم العلوم الطبيعية 134.550 طالباً حقق منهم درجة النجاح 125.466 بنسبة بلغت 93.2 % فيما بلغ عدد طالبات قسم العلوم الطبيعية في المدارس السعودية في الخارج 104 حقق منهن درجة النجاح 103 طالبات بنسبة بلغت 99.0 % ويبلغ عدد طلاب قسم العلوم الطبيعية في المدارس السعودية في الخارج 129 طالباً حقق منهم درجة النجاح 126 طالباً بنسبة بلغت 97.7 %.
وأشار معاليه إلى أن هذا الإنجاز الذي تحقق بفضل الله أولا وأخيرا، تم بجهود أكثر من سبعة وعشرين ألفًا من الزملاء والزميلات في مختلف المواقع سواء المدارس وإدارات التربية والتعليم وجهاز الوزارة، الذين عملوا بتفانٍ لتحقيق هذه الغاية وإنجاز هذا العمل المتميز.
وأوضح معاليه علمه بأن الآلاف منهم عملوا في ساعات متأخرة من الليل وساعات مبكرة قبيل الفجر لرصد وتدقيق النتائج، ووجه معاليه شكره وتقديره لهم، مضيفاً أن هذه الجهود وهذا العمل والإتقان محل تقدير وتثمين مسؤولي الوزارة، مشيراً إلى أن هذا الوفاء والإخلاص ستجدون أجره عند الله عز وجل وتقديره لدى جهات عملكم، مؤكداً اعتزاز الوزارة بهم وبانتمائهم للتربية والتعليم.
وشدد معاليه في حديثه لمندوبي وسائل الإعلام على أن وزارة التربية والتعليم جعلت من تقديم المعلومة الدقيقة أحد أبرز اهتماماتها، وسواء كان ذلك عبر تقديمها إلكترونيا من خلال البرامج التقنية المتطورة، أو من خلال الدراسات والأبحاث، أو المكاشفة بين ال جميع، وذلك أن الكلمة أمانة، وقال إن الأجيال التي نتطلع لتربيتها لابد أن تكون مسلحة بالمعرفة وبالتقنية وبالمعلومات الصحيحة المفيدة.
وخاطب معاليه أبناءه وبناته الطلاب والطالبات في كلمات موجزة قال فيها إن الاختبارات والنتائج ليست نهاية المطاف بل هي بدايته التي تدلكم على المسار الصحيح وتوضح لكم الطريق وتنبه إلى ما يجب أن يحظى بالعناية والاهتمام، والاختبارات ليست غاية ولن تكون يوما كذلك، فالغاية هي ما تعلمتموه وما وعيتموه.