الجزيرة - الرياض :
أعلن مدير عام صندوق الأوبك للتنمية الدولية «أفيد», سليمان الحربش، عن اعتماد أوفيد مؤخراً منحة طوارئ عاجلة تبلغ قيمتها 250.000 دولار، وذلك لمساعدة ضحايا كارثة موجة البرد القارس «دزود» التي اجتاحت منغوليا مؤخراً. وقد أشار الحربش إلى أن هذه الكارثة قد أسفرت عن هلاك جزء كبير من الثروة الحيوانية في البلاد، والتي تمثل مصدر الدخل الوحيد للعديد من المجتمعات المحلية، معلناً أن منحة أوفيد تهدف إلى توفير امدادات الإغاثة اللازمة لدعم عمليات الطوارئ التي يشرف عليها الاتحاد الدولي لجميعات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، بما في ذلك توفير المواد الغذائية وتيسير سبل الوصول إلى كافة الخدمات الصحية والاجتماعية.
يذكر أن كلمة «دزود», وهي مصطلح منغولي، تعني شتاء قارس البرودة لانخفاض درجات الحرارة الشديدة ولغزارة الثلوج المتساقطة خلاله، والتي غالباً ما تفضي إلى نفوق أعداد كبيرة من الحيوانات بسبب الجوع والبرد، كما تهدد أرواح سكان المنطقة من الرعاة، فضلاً عن زيادة تدني مستويات الصحة بين السكان في المناطق الريفية والحضرية على حد سواء، مما يؤدي إلى الضعف العام والمجاعة في كافة أنحاء البلاد. ويعتبر السبب المباشر لهذا ال «دزود» هو حدوث موجة جفاف شديدة واسعة النطاق خلال موسم الصيف، الذي يعقبه شتاء غزير الثلوج مع تدنٍ شديد في درجات الحرارة، الأمر الذي يتمخض عنه تدهور البيئة واختفاء العشب الوفير. وقد أدت موجة البرد القارس هذا العام، والتي تعتبر الأسوأ من نوعها، إلى نفوق ما يقرب من 300.000 رأس من الماشية في مقاطعة أوفس، ونحو 120.000 رأس من الماشية في مقاطعة بايان أولجي في غرب منغوليا، مما أدى إلى اضطراب في المعيشة وحرمان الآلاف من رعاة الماشية والأغنام، الذين يعتمدون اعتماداً كلياً على ماشيتهم وأغنامهم كمصدر للدخل والغذاء. وجدير بالذكر أن أكثر من 7.5 ملايين دابة أي ما يمثل حوالي 17% من إجمالي الثروة الحيوانية في البلاد قد قضى عليها برد الشتاء القارس حتى الآن. هذا بالإضافة إلى ارتفاع معدل الوفيات بين الأطفال دون سن الخامسة بنسبة 35% - 40% في المناطق المتأثرة، والذي يعتبر مؤشراً واضحاً على مدى استفحال هذه الكارثة بين سكان هذه المناطق. علاوة على ذلك فقد أدى هذا البرد القارس إلى نقص الموارد الغذائية والرعاية الصحية الأساسية, وانتشار حالات سوء التغذية الحاد خاصة بين النساء الحوامل، فضلاً عن تدهور سبل العيش بين رعاة الماشية والأغنام وذويهم.