استقطب نظام ساهر نظر جمهور عريض من الكتَّاب الذين تناولوه وبيّنوا محاسنه والمآخذ عليه، وقد كان لي شخصياً الكتابة عنه في العدد 13726 بتاريخ 14 جمادى الأولى 1431هـ - 24 أبريل 2010م، ويلاحظ أن مجموع الأفكار التي طُرحت عن النظام في وسائل الإعلام تشكِّل مادة ثرية لإدارة المرور لتحسين النظام وتطويره والرقي به ليكون أكثر فعالية.
وكمراقبة من بعيد لهذا النظام أشعر بأن أهم تحدٍ له هو السلوك البشري وخاصة من فئة الشباب والعمالة، فبدلاً من التقيّد به ألاحظ محاولات كثيرة تبذل لتحديه والاحتيال عليه، كما أشعر بأن فرضه في شوارع دون أخرى أوجد سلوكاً مزدوجاً، والخلل هنا مشترك بين المرور وسائقي السيارات؛ فمعظم الشوارع لا توجد بها لوحات تحدد السرعة أو أي لوحات إرشادية وبالتالي فقد تلاحظ السرعة المفرطة في شوارع داخلية لأن السائق فيها لا يجد ما يردعه وهذا يعود إلى السلوك بشكل عام. وهنا أعتقد أن وزارة التربية والتعليم ووزارة الشؤون الإسلامية مطالبتان بالإسهام في مساندة هذا النظام.
فالتربية والتعليم تحتاج إلى أن تدرس سلوك طلاب المدارس تجاهه وأن تعمل على غرس آداب القيادة الصحيحة في أذهان الطلاب من صغرهم بتوضيح كل كبيرة وصغيرة لها علاقة بالقيادة النظامية وإيجاد مادة لهذا الموضوع أو بث ما يتعلق بها من مواد أخرى مثل التربية الوطنية وهو ما سيجعل من الجيل الجديد أكثر احتراماً لنظام السير والمرور.
أما وزارة الشؤون الإسلامية فهي منفذ مهم لتعميق مبدأ احترام النظام عن طريق الدعاة والوعاظ والمرشدين وأئمة المساجد.
نحن في حاجة إلى تضافر الجهود لإنجاح هذا النظام الذي يرمي بالدرجة الأولى إلى الحفاظ على حياة الإنسان من الأخطار التي قد ينتهي بعضها إلى موت إنسان بريء.
الأمل كبير في الوزارتين في القيام بكل ما يؤدي إلى تعديل السلوك البشري خاصة من قبل الشباب لتقبل معطيات النظام والالتزام بها.