لم ينتهِ المونديال الإفريقي بعد، ولم تنتهِ الإثارة بالطبع، بل إن (المفاجآت) أضحت مدوية بكل تأكيد، لكن كلنا يدرك أن.. لكل بداية نهاية.. ولكل قصة ختاماً..!!
- تبدأ كثير من الأحداث وتنتهي كما بدأت (عابرة) غير آبهة بكثير من مرتقبي تلك الأحداث صغيرها قبل كبيرها.. فإما نتجاوز (بسهولة) وقائعها؛ لأنها ببساطة لم تحرك فينا ما يُخلف (الحزن) من جراء فراقها.. أو أن تتجاوزنا ذات (الوقائع)؛ إذ إن كبرياءها تقول لنا ببساطة - أيضاً -: أنا أكبر من أن (أرحل) دون أن أترك (ذكريات) ترسخ في العقول، ودون أن يحفظ لي (التاريخ) فعال الرجال حين تتولى عواتقهم وصدورهم، على حد سواء، الجسام من المسؤوليات..!!
- هكذا أخال حال كل مَن أوكلت إليه المهمات الصعبة؛ فكان لها.. فالحدث المونديالي الجنوب إفريقي حُورِبَ قبل أن يبدأ.. وبدأ حين أُعلنت الحرب.. أما كيف ولماذا؟ فلهما من التعليل والتحليل ألف إجابة وإجابة، أولاها تبدأ بمناهضي حركات السلام في العالم.. وأولئك المرضى (العدائيون) لم تعجبهم أرض المناضل الكبير (نيلسون مانديلا) لاستضافة الحدث العالمي (الكروي الأكبر).. وغير أخيرها، تقاطر، ولن أقول: تقاطع (المصالح) بين السياسة والرياضة التي لا نزال نجهل كثيراً من خفاياها..!!
- سمعنا كثيراً عن (النشل) المنظم والسرقات المحترفة بقيادة العصابات السوداء (المنحرفة).. وأشيع كثيراً عن بلد (مانديلا) أنه بلد إباحة (المحرمات)؛ إذ لا شرع يحكم.. ولا دستور يُطبق.. ولا قانون يفصل بين الحق والباطل.. صوَّر الإعلام المناهض بلد المناضل على أنه (وكر) يستباح فيه غير المباح.. بدءاً بحمل السلاح، وانتهاءً بذهاب (الأرواح)؛ حتى تقلصت أعداد السائحين من العرب - وأنا أحدهم - قبل الخواجات، إلى أدنى المستويات، حين رفعنا شعار (يا روح ما بعدك روح)؛ لتنخفض أعداد السياح في جوهانسبرغ مقارنةً بالمونديالات الأربعة الأخيرة التي شهدت الطفرة التلفزيونية الفضائية..!!
- والحقيقة التي أثبتتها (تجربة) مَن خاطر ب(عمره) ونقل لنا الواقع (المغاير) تقول إن كل ما قيل وصوّر لم يكن إلا (زوبعة) شرب مقلبها أعداء (الحريات) قبل غيرهم.. وما نجاح القارات الفقيرة في إقامة كبريات البطولات إلا دليل شاخص البيان والتبيان لمَن ذهب ضحية (الإشاعات) في إفريقيا.. فقد كان (التضخيم الإعلامي) والمفتعل في بطولة كأس القارات الأخيرة وسيلة (إرهاب) لإفشال المونديال (الأسود) قبل أن يبين لنا يومه (الأبيض) بشهر من الإبداع الفني والتقني والأمني قبل الكروي..!!
- إبداع بتنا نغبط (العم مانديلا) ومناضليه على أفضلية نسبية بقارة سمراء البشرة، (طيبة) القلب، كريمة مضيافة.. الأمر الذي بتنا نتساءل معه: ماذا لو (ولو هنا غير تلك التي تفتح عمل الشيطان، كما أؤكد على الدوام) ماذا لو فازت (دولة عربية) كالمغرب ومصر اللتين دخلتا الصراع للاستضافة إلى جانب جنوب إفريقيا؟.. ماذا لو فازت إحداهما بشرف التنظيم؟.. هل كنا كعرب قد رفعنا (الراية البيضاء) استسلاماً لعقدة (النقص) من ذوات الدماء والعيون الزرقاء.. أم أننا كنا سنناضل ونكافح كما فعل (المناضلون الأحرار) في مونديال جنوب إفريقيا..؟ سؤال أرجو أن يبحث إجابته العرب.. كل العرب.. وهم يدعمون ملف (قطر المونديالي) 2022 م..!!
الأثر.. يدل على المسير..!!
هكذا قِيل في الأثر، وهكذا يبدو المسير في النادي الأهلي؛ فالإدارة الأهلاوية - بقيادة أمير الرُقي فهد بن خالد - بدأت بمجرد تولي المسؤولية التخطيط (الرصين) لقادم الفريق الأهلاوي الأول لكرة القدم.. فالتوقيت الجيد للتعاقد مع المدرب الجديد النرويجي يوهان سوليد ووصوله إلى مقر بعثة النادي الأهلي في مدينة سيفيلد آن تيرول النمساوية يعطي مؤشراً أكثر من رائع بأن (إدارة العمل لا تتثاءب) مطلقاً.
- وبعيداً عن (سيرة) المدرب الجديد التي توحي بكثير من التفاؤل، لا يمكن الحكم أبداً على عمل كائن من كان إلا بعد التجربة، والتجربة بالطبع تحتاج إلى مزيد من الوقت للتقييم الفني من قبل أهل الاختصاص، إلا أن ما يمكن أن يُعول عليه تأكيداً هو أن الأهلي (القلعة الشامخة)، وكما هو مصدر رئيسي للمواهب الكروية في المملكة، تبقى (ميزة) إبراز أسماء مدربيه عامل (نجاح) لا يمكن تجاهله، ولن أسرد استشهاداً بذلك؛ كون القائمة تطول في هذا الشأن.
- وعوداً على بدء أقول إن (أثر) الحركة الدؤوبة في النادي الأهلي، وتحديداً في وجهة فريقه الكروي الأول هذا الموسم، تبشر بخير كبير قادم بإذن الله، ويبقى التوفيق بيد المولى - عز وجل -، وما على المرء (لوم بعد اجتهاد)..!!
خذ.. عِلم..!!
- الفرنسي ريمون دومنيه أخرجته من المونديال (عنصريته).. وأخرج دونجا من ذات المقام (عنجهيته) فيما أخرج (لسان) مارادونا و(دماغه) المضروبة منتخب التانجو من المولد بلا حمص..!!
- بعد الطليان والأرجنتينيين.. لم يبقَ لمثلي إلا التسلح بالماكينات الألمانية؛ لعلها.. تجلب الحظ هذه المرة ويفوز منتخب شجعته ثالثاً بكأس العالم..!!
- هناك الكثير والكثير من المتابعين في العالم العربي للمونديال (الأسود) عبر قناة (الجزيرة) الاحترافية.. ولأن الشكر موصول بالعمل لذوي المهنية العالية؛ فسأجيب الأسبوع القادم - بإذن الله - عن تساؤل (استباقي) مهم يقول عنوانه: كيف نجح مونديال الجزيرة الاحترافية..؟!
ضربة حرة..!!
قلل عتابك؛ فالبقاء قليل.. والدهر يعدل تارةً ويميل.