التحذيرات التي يطلقها قادة المملكة العربية السعودية، والتي كثيراً ما أشارتْ إليها ونبَّهتْ لها الوسائل الإعلامية السعودية والعربية والخاصة بأهمية الحفاظ على الهوية العربية، وتقوية الهوية العربية في عدد من الأقطار العربية التي تتعرض لهجمات منظَّمة تستهدف إضعاف الروابط العربية في تلك الأقطار، لم تكن تحذيرات تُطلق من فراغ، بل جاءت نتيجة متابعة لما يحدث من اختراق لمفاصل العمل السياسي والاجتماعي والاقتصادي والأمني في تلك الدول من جهات إقليمية باتت مكشوفة، ولا يستطيع أحد أن يغطي عليها رغم الدفاع المستميت من قبل المستفيدين مما يحصل ومن الذين يُنَفِّذون أجندات مخططات سياسية بدوافع طائفية وعنصرية.
التدخل في الشؤون الداخلية في عدد من الأقطار العربية والتي يعرفها الجميع، أصبح يتم دون خجل وبلا مواربة. والتمسك بالانتماء العربي أصبح تُهْمةً في تلك الأقطار، لا يتوانى من يشيعون ثقافة الطائفية في إشهارها في وجه العروبيين سواء في العراق أو لبنان، بل إن مسؤولين كباراً في العراق يستنكفون من مساعدات جامعة الدول العربية ويعتبرون ذلك تدخلاً في الشؤون الداخلية، في حين يُسْمَحُ لشخص مثل الجنرال قاسم سليماني الذي يمسك بملف العراق بأن يرسم تحركات تكلم المسؤولين، بل ويحاسبهم إن هم قصَّروا في تنفيذ مخططات طمس الهوية العربية. أدهى من ذلك أن بعض الدول العربية التي تَفَشَّى فيها (سرطان التدخل الإيراني) أصبحتْ تَفتحُ معتقلاتها للمحققين الإيرانيين ليستجوبوا المعارضين الإيرانيين. والبشاعة هنا أنَّ من يستجوبهم الإيرانيون هم من العرب الذين ضمت إيران أرضهم كالأحوازيين الذين تم استجواب بعضهم في سجون عربية على أيدي محققين إيرانيين وبعدها نُقِلوا إلى إيران..!!
خرقٌ فاضحٌ لكل أصول السيادة والكرامة ضحى به بعض العرب من أجل عيون إيران، مثلما يُحاصر ويُضطهد اللاجئون الإيرانيون في معسكر أشرف لإرضاء حكام طهران.. إرضاء يتم بشخصيات تابعة لحكومة نوري المالكي تنفيذاً لتعليمات طهران.
شيءٌ لا يطاق، طمسٌ للهوية العربية، ونيلٌ سافرٌ للكرامة أيضاً.
***