سعادة رئيس التحرير الأستاذ الفاضل
خالد المالك حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فقد أسعدني كثيراً ما كتبه الكاتب الرياضي الأستاذ أحمد العجلان في يوم الجمعة الموافق 06 رجب 1431 العدد 13777 تحت عنوان: (نجم فرنسا أبيدال يستثمر وقته بالقرآن الكريم)، حيث أحسن في إظهاره صورة نجم المنتخب الفرنسي المسلم (أبيدال)، وهو يقرأ القرآن الكريم، وعلى الرغم من أنّ تعليق الكاتب على هذه الصورة جاء مختصراً لكنَّه مفيد جداً، حيث أنَّه وضح أنَّ المسلم ينبغي له أن يبحثَ عن الأجر والثواب بالأعمال الصالحة ومن أجلِّها قراءة القرآن، فشكر الله للكاتب صنيعه وأجزل الله له الأجر والمثوبة، وأتمنى أن يقتدي أصحاب الأقلام به.إنّ القرآن الكريم مصدر سعادة العبد المسلم، ومن دلال الإيمان به تلاوته حق تلاوته، يقول الحق -جلَّ جلاله -في كتابه:{الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ} (121) سورة البقرة، ويقول أيضاً في محكم التنزيل: {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا} (4) سورة المزمل، ويقول أيضاً: {وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً} (106) سورة الإسراء، وحثَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمته على تلاوة كتاب الله حقَ تلاوته، فقال في الحديث الصحيح: (خيركم من تعلم القرآن وعلّمه) أخرجه البخاري من حديث عثمان بن عفان -رضي الله عنه، فتعلّم الصحابة القرآن وعلموه للصغار وهذّبوا به أخلاقهم، وعَدّلوا به سلوكهم، وزكوا به أنفسهم، وجاء في مقولة ابن مسعود -رضي الله عنه-: (كنّا لا نتجاوز العشر آيات من القرآن حتى نتعلم ما فيها من الأحكام ونعمل بها، فتعلمنا العلم والعمل معاً). وقد جاء في دراسة مقدمة للحصول على درجة الماجستير من قبل العميد عوض بن مطلق القحطاني تحت عنوان: (أثر العفو عن العقوبة لمن يحفظ كتاب الله في الحد من العود إلى الجريمة):
أولاً: أثبتت هذه الدراسة أنَّ جميع من حفظوا القرآن كاملاً من المحكوم عليهم بالعقوبة داخل السجن، واستفادوا من المكرمة الملكية (يقصد بالعفو عمَّن حفظ القرآن) لم يعد منهم أحد.
ثانياً: أثبتت الدراسة أنّ جميع من حفظوا أجزاءَ من القرآن داخل السجنِّ، واستفادوا من المكرمة الملكية لم يعد منهم إلاّ 1.5%، وهذه النسبة لا تكاد تُذكر مقارنة بنسبة العود في الوسائل الأخرى والتي بلغتْ 18.30% في المملكة العربية السعودية.
ويواصل الباحث حديثه فيقول:
(ولقد ثبت لديَّ من خلال مقابلة العاملين في إصلاحية الحائر في مدينة الرياض أنَّ الملتحقين بحلقات تحفيظ القرآن الكريم يلتزمون السلوك الحسن والانضباط داخل السجن)، وكذلك حالهم خارج السجنِّ.
لك أن تتأمل معي أخي في الله إلى عظم أثر القرآن في تقويم السلوك وتهذيبه، وإحداث الاستقرار النفسي لدى صاحب الجرم بدليل عدم عودة السجين إلى السجن بعد حفظه للقرآن كاملاً، وعودة نسبة لا تكاد تُذكر إلى السجن ممن حفظوا بعض أجزاء القرآن الكريم، وصدق الله إذ يقول في كتابه الكريم:{إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} (9) سورة الإسراء.
د. سعد بن محمد الموينع