الجزيرة - هبة اليوسف
أكد الدكتور إبراهيم الخضير نائب رئيس الجمعية الخيرية لمرضى الفصام ضياع حقوق المرضى النفسيين في المملكة وذلك لعدم وجود قانون صحة نفسية لدينا حتى الآن يحمي المريض من أخطأ بعض الأطباء وإهمالهم، كما ذكر عدم توفر أماكن للتأهيل المرضى النفسيين بالرغم من أنها المرحلة الأهم في علاجهم حيث يتم خلالها تأهيلهم للعودة لمزاولة حياتهم بشكل طبيعي والاندماج مع المجتمع لتقليل من خطر انتكاستهم، وفي ذات السياق تحدث عن جهل المجتمع بمرض الفصام، حيث يلجؤون لبعض المعالجين الشعبيين والذين بدورهم يفسرون الأصوات التي يسمعها مريض الفصام بأنها صوت (الجان) المتلبس بالشخص ويبدؤون في محاولة إخراج هذا الجان وذلك بالضرب المبرح مما يؤدي لوفاة المريض أحياناً حيث ذكر الدكتور الخضير أنه شهد بنفسه حالة فتاة مصابة بالفصام توفيت على يد معالج شعبي وذلك بالضرب المبرح محاولة منه إخراج ذلك الجان الذي ظن أنه متلبس بها.
هذا وقد ذكر أنهم يستندون على الإحصائيات العالمية والتي تشير إلى وجود مصاب بالفصام من كل مئة شخص وذلك لعدم توفر إحصائيات خاصة لمرض الفصام بالمملكة وقد أعلن عن وجود دراسة مسحية للأمراض النفسية في المملكة قيد التنفيذ في جامعة الملك سعود بقيمة 20 مليون ريال يعمل عليها الدكتور عبدالله السبيعي وفريق طبي معه ومن المتوقع ظهور نتائجها يناير القادم، جاء ذلك خلال ورشة العمل التعريفية التي أقامتها الجمعية السعودية لمرض الفصام بعنوان (أنا واقع.. فلتهتم بي) وذلك يوم الأحد الموافق 22 رجب في مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة، والتي تحدث خلالها متعافي من مرض الفصام في عقده الرابع حيث ذكر تجربته مع المرض والتي دامت تسعة أعوام حاول خلالها الانتحار مرتين حيث كان يعمل رجل أمن وكان على وشك الزواج وأثناء إعداده لمراسيم الزواج أصابته حالة غريبة من الهلاوس السمعية فقد كان يسمع من حوله يتحدثون عنه ويسبونه وكان يقدم على ضربهم فأخذوه أهله إلى إحدى المعالجين الشعبيين ليقرأ عليه وفصل من عمله وكان يؤذي نفسه بحرق جسده بالسجائر حتى تم إدخاله لمستشفى (شهار) بالطائف، وهنالك تم تشخيصه التشخيص الصحيح وهو حالة إنفصام في الشخصية ومكث فترة للعلاج استرد بعدها عافيته وأصبح شخص سوي وهو الآن يبحث عن عمل ويتمنى أن يكمل نصف دينه، وذكر أن المعاملة السيئة ونظرة المجتمع له أثرت عليه كثيرا حيث كانوا يصفونه بالمجنون و(الخبل), ومن جهتها أكدت رئيسة إدارة الجمعية السعودية الخيرية لمرضى الفصام سمو الأميرة سميرة الفيصل أن علاج الأمراض النفسية لا يكون بإخفائها أو محاولة التكتم عليها، بل بوضعها على الطاولة والتدخل في الوقت المناسب لعلاجها، لافتة إلى أن المصابين بالأمراض النفسية يحتاجون إلى عناية خاصة، ولفتت إلى أن مرض الفصام متفش بين الأبناء بشكل لافت للنظر، إذ أصبح معدل الإصابة بالفصام يزداد يوماً بعد يوم مما يحتم على الجميع التكاتف والتعاون والسعي لإيجاد أمثل الحلول للعلاج والطرق السليمة في التعامل مع مرضى الفصام الذين هم جزء لا يتجزأ من نسيج المجتمع الذي دعا الدين الإسلامي الحنيف لمراعاته والحفاظ عليه.
وبشرت الأميرة سميرة بأمر خادم الحرمين الشريفين بإنشاء مستشفى للصحة النفسية تحت مظلة الشئون الصحية للحرس الوطني ليكون صرحاً صحياً لعلاج وتأهيل المرضى وتقديم الدعم المعنوي والصحي لمساعدة المريض على تجاوز المرض، كما أكدت على توجه الجمعية للتعاون المثمر والمستمر مع بعض الدول الخليجية الشقيقة لتبادل الخبرات والاستفادة من التجارب الإيجابية في هذا المجال بداية من إقامة ملتقى تعريف الفصام الذي نظمته اللجنة الوطنية الكويتية للتربية والعلوم (اليونيسكو) وصولاً إلى ندوة مرض الانفصام وجودة الحياة في مملكة البحرين الشقيقة وذلك تمهيداً لتأسيس الرابطة الخليجية لمرضى الفصام والتي ستشكل دفعة قوية لكل ما من شأنه الرقي بمستوى الخدمات المقدمة لهذه الفئة من أبنائنا.