كتب - علي العبدالله
تبقى الأغنية ذات القصة المؤثرة والمعاني العميقة صالحة لكل زمان ومكان، ولكل أغنية من أغاني المطربة الراحلة رباب قصة مؤثرة تحمل في داخلها جروحاً غائرة صاغ كلماتها شعراء لهم خبرتهم ووزنهم في سماء الأغنية العربية.
رباب التي ولدت في العراق، وترعرعت بالكويت، ولفظت أنفاسها الأخيرة في الإمارات, لم تكن مطربة عادية بل كانت متميزة في كل شيء، فإذا عدنا للزمن القديم وتحديداً في بداية الثمانينات الميلادية نجد أن رباب غيرت ملامح الصوت النسائي الخليجي في تلك الفترة من الزمن، ورسمته بلون مختلف، فعندما كانت تشدو رباب بأغنية (أرجوك) قائلة:
أرجوك يا من خنت عهدي
لا توقف بدربي
أنا ما خنت عهدك
لكن خنتني عيش في ظل من تحبه
تجد أن مثل هذه العبارات تحتوي قصة مؤثرة بكلمات عميقة وبصوت يغلب عليه الحزن والأسى، نجد هذه الأغنية عاشت قرابة الثلاثين سنة ولازالت تطلب من الجمهور ويتغنى بها الكثير من مطربي الجيل، ولعل الفنان راشد الماجد أحد المعجبين بهذه الأغنية، حيث تغنى بها بعدما حصل على موافقة رباب في العام 1995م.
إبداع رباب الإنسانة والمطربة لم يقف عند هذه الأغنية فحسب بل تجاوزها حيث حققت انتشاراً تجاوز الحدود الإقليمية للخليج ووصل للمغرب العربي، حيث حصلت على جوائز عديدة أبرزها في قرطاج العام1986م. رباب تحدثت كثيراً وهي (موجوعة) بعد منعها من دخول الكويت التي تغنت بها ولها في مناسبات وطنية، وقطعاً نامت في أحيان كثيرة وهي (مقهورة) بسبب هذا الموقف التي تعرضت له بعد الغزو... رباب لم تحجب الحقيقة في يوم حيث اعترفت وبفخر في حوار (متلفز) أنها شاركت ككورال خلف فنان العرب محمد عبده في أحد حفلاته بالكويت، رباب الإنسانة والمطربة رحلت بصمت بعد أن عانت من الإهمال والغربة.