قدّم المنتخب الألماني كرة لم يقدمها أحد غيره من قبل في لقائه مع الأرجنتين في مربع النهائي.. فالماكينات الألمانية أفقدوا خصمهم التركيز وشلّوا تفكير نجومه بالاندفاع البدني المقنن والتركيز الذهني العالي والتعاون المذهل.. كل من شاهد اللقاء هالته اللياقة العالية للألمان مع امتلاك الكرة أطول وقت ممكن مع خطورة متناهية على مرمى التانجو.. وقد رأينا كيف خرجت الكلمات بتلقائية من مارادونا وهو يقول: «إن الألمان لعبوا بخطة وطريقة جديدة لم أفهمها؟!».. وهو بهذا القول يبرئ لاعبيه الذين ظهروا مروّضين غير قادرين على التفكير أو الخلاص من المأزق الألماني.. فالمباراة قدمت لنا عدة دروس جديدة.
. فنجوم ك(ميسي وتيفيز وهيجوين.. وغيرهم) ليس بالضرورة أن ينتصروا أو يساعدوا فريقهم على الانتصار وقد ظهر لنا كيف أن السير بالكرة لم يُعدُّ متاحًا كالسابق والمهارة حتى وإن كانت بإمكانات ميسي غير كافية للوصول للهدف.. فأهداف ألمانيا الأربعة كلّها جاءت باللمسة الأخيرة من لمسة واحدة أي إكمالاً لعمل المجموعة..
كما أنها قدمت درسًا لنا أن الاستفزازات التي تسبق المباراة المهمة قد تكون وبالاً على أصحابها، وهي ما دفعت مارادونا إلى الانحناء استسلامًا بعد أن التهم الألمان وجبة التانجو الدسمة جدًا..
أما مكاسب الماكينات، فقد كانت متعددة، فتوماس مولر ردّ على مارادونا ولحق بالمنافسة على صدارة الهدافين، أما توماس كلوزة فقد لحق بمواطنه مولر وأصبح يهدد رونالدو البرازيلي فلا يفصله عنه غير هدف وحيد ربما تكون شباك إسبانيا تتويجًا لنجوميته. أما المكسب الكبير، فقد كان المدرب الهادئ الرزين يواكيم لوف الذي يترك لخصومه الاستفزاز خارج الميدان وتكفل بالقضاء عليهم داخله وب(الأربعات)..
بقي الإشارة إلى أن الخسائر لكل المنتخبات لا يمكن أن تلغي نجومية النجوم، فسيظل ميسي ورونالدو وروني وكاكا نجومًا غير عاديين، فالخسارة وإن كانت قاسية، فقد حدثت لأن المجموعة لم تكن مؤهلة للانتصارات، كما أن الفوز يتم بفعل عمل جبار للمجموعة ولكن يبقى للأفراد قيمتهم وإمكاناتهم وتبقى الفروق الفردية قائمة بين البشر.ومع المونديال يستمر الحديث غدًا..