هكذا دائماً عودتنا القيادات العربية بأنها قادرة على معالجة «الغيوم الطارئة» التي سرعان ما تغيب جراء مبادرة إيجابية يُقدم عليها قائد عربي لمراضاة نظيره القائد الآخر، فتتبدد الغيوم وتنقشع ويتحول الجو الغائم إلى صحو يشع بالصفاء.
ومبادرة الرئيس المصري حسني مبارك هي واحدة من المبادرات الإيجابية والأفعال التي يقوم بها القادة العرب لتنقية الأجواء وإعادة الصفاء، والرئيس مبارك الذي زار الجزائر في لفتة إنسانية وقومية في آن واحد، فقد وصل إلى الجزائر لتعزية الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة بوفاة شقيقه مصطفى الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى السبت الماضي، في لفتة لا ينحصر تأثيرها على الرئيس الجزائري وحده، إذ سيتأثر الشعب الجزائري كثيراً بهذه المبادرة الإيجابية للرئيس المصري وحتماً ستدفع هذه الزيارة البلدين إلى مراجعة علاقاتهما وتنقيتها من الشوائب التي علقت بها بعد ملابسات تصفيات مباريات كأس العالم لكرة القدم.
ملابسات أثارت الكثير من اللغط والإشكالات التي أثرت كثيراً على نوعية العلاقة بين هذين البلدين المهمين عربياً وقارياً، فكلا الدولتين من الدول المحورية في العالم العربي وفي القارة الإفريقية واختلافهما يؤثر حتماً على العمل العربي المشترك ويضعف كثيراً من التأثير العربي في القارة الإفريقية، ولهذا فكل الخيرين من العرب والأفارقة لابد وأن يثنوا على مبادرة الرئيس المصري حسني مبارك، ويأملوا أن تجد تجاوباً إيجابياً من قبل الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة الذي لم يعهد العرب والإفريقيون رجلاً حكيماً ومحباً لنسخ العلاقات الطيبة والخيرة بين الأشقاء مثله.
***