القصة التي يتداولها الناس عن «العلقة» الساخنة التي تلقاها شاب خارج المملكة على أساس أنه سعودي، ثم تبيَّن غير ذلك، فتحتْ مجالاً واسعاً لنقاش هموم المغتربين أو المسافرين السعوديين للخارج. فالمعروف أن سفاراتنا في الخارج تقوم بالعديد من الأدوار الدبلوماسية الحسّاسة، وهي في ذلك تحمل على عاتقها عبئاً كبيراً، خاصة أن الدور السياسي السعودي الخارجي، بات واجهة حتمية للتعريف بموقفنا الواضح والراسخ والثابت من العديد من القضايا الدولية.
ويبقى بعد هذه المهمة، قائمة من المهام التي تمسّ المواطن السعودي في الخارج، في صميم تفاصيل غربته أو سياحته. وإذا كانت هناك نسبة من المسافرين أو المغتربين لا يحتاجون إلى خدمات سفاراتنا في الخارج، فإن النسبة الأخرى، قد يكون احتياجها كبيراً وشديداً، وحينما لا يجد هؤلاء من يساعدهم، فإن أحداً لن يطالع في وجوههم، أو قد ينقذهم من يرغب في الاصطياد في الماء العكر، أو من يرغب في استغلال الموقف لمصالحه الشخصية أو العقائدية، وربما سمع بعضكم كيف قام أشخاص من غير المسلمين بمساعدة مرضى في الخارج، وكيف استثمرت هذه المساعدة على الصعيد الإعلامي المتربص بنا.
نحن لا نريد من سفاراتنا في الخارج الكثير. نريد منهم فقط ألا يتعاملون مع من يطرق أبوابهم، على أساس أنهم «سياح مهابيل، خلّصت قروشهم في النوادي الليلية»! نريد منهم أن يقفوا مع المغترب أو الدارس أو الزائر أو السائح، موقف المساند والداعم، فهذا التراب الذي في السفارة الخارجية هو بالعرف السياسي، تراب الوطن.