Al Jazirah NewsPaper Monday  05/07/2010 G Issue 13794
الأثنين 23 رجب 1431   العدد  13794
 
مستعجل
حول الاستراحات
عبد الرحمن السماري

 

الاستراحات.. تقليع متأخر.. اتجه لها الكثير من الناس.. وأصبح من النادر.. أن تجد شخصاً لا يملك استراحة أو مشارك في استراحة.. أو شريك في استراحة مستأجرة على طريقة (القطة) مع مجموعة من البشر.. أو ينوي شراء أو استئجار استراحة.. أو له علاقة بشلة استراحة.. أو (يسير) على إحدى الاستراحات أو (طفيلي) على الاستراحات وما أكثر هذه الفئة.. وما أكثر (غثاهم).

المهم.. أنه يندر أن تجد رجلاً في هذه السنين المتأخرة ليس له علاقة بالاستراحات وشلل الاستراحات.

أشخاص متفاوتون ولكن الغالب في شلل الاستراحات أنهم من فئة معينة.. بمعنى.. دكاترة.. أو مهندسون أو زملاء عمل أو أصدقاء أو زملاء في مهنة معينة أو زملاء دراسة أو يجمعهم رابط واحد ولكن.. يندس بينهم ثلاثة أو أربعة أو أكثر.. ليس لهم علاقة بهم.. جاؤوا مرافقين أو (مسيرين) فأصبحوا (أصحاب محل) بالقوة.. أو (بقواية الوجه).

وهناك شلل استراحات.. هم من الخليط الذين لا يجمعهم شيء واحد.. فكل واحد له هم مختلف عن الآخر.. فهذا طبيب.. وآخر مهندس.. ورابع موظف.. وخامس صاحب صندقة عقار.. وسادس مراسل.. وسابع عاطل.. وثامن رجل أعمال.. وتاسع (مرافق) وهكذا.

هذه الفئة المكروهة في الاستراحات.. دخلوا فيها بالقوة.. فرضوا أنفسهم ودخلوا بين شلة الاستراحات وصاروا جزءاً منها.. وصاروا مع الأسف مؤثرين.. لهم حضورهم ولكنه حضور مشين.. حضور نقل كلام وإشاعة الفرقة بين الناس..

وهذه الفئة.. مهمتها.. هي الدخول بين شلة الاستراحات والاستفادة منهم.. فالموظف المسؤول.. يحرجونه بالواسطات والتاجر.. يحرجونه بالشحاذة.. وإذا ما دخل شخص يظنونه مهماً.. تطامروا له بحب الخشوم مع أنه مسكين مثلهم.. حتى أولاد هذا المسكين لا يقبلون رأسه أو خشمه.. فما بالك بالآخرين.. ومع ذلك.. هؤلاء البسطاء يتصورونه مهماً.

ومشكلة أكثر الاستراحات.. أنها (موسعة).. الباب مفتوح لكل من أراد الدخول وبعض الناس (واسع الحياء) يمكن أن يدخل في أي استراحة وينضم لأعضائها بالقوة.. ويحضر بشكل يومي ويفرض نفسه على الجميع دون حياء..

وبعضهم يحضر معه بعض المعارف والأقارب والأصدقاء.. ويفرضهم على شلة الاستراحة.. وكل ذلك يسبب تخوفاً لدى المجموعة.. لأنهم لا يعرفون هؤلاء الأشخاص ولا يعرفون ماذا وراءهم من مشاكل.. وهذه بالفعل.. مشكلة يجب التنبه لها.. لأن (معرفة الوجه) و(معرفة الكورة) هي مشكلة بعض الاستراحات.

وبعض هؤلاء الذين فرضوا أنفسهم كأعضاء بالشلة (بقواية الوجه).. مهمتهم.. تكملة شلة (البلوت) أو (الكنكان) إذا حصل عجز في العدد. أو الرد على هواتف المشغولين بالبلوت أو (زرقة) البقالة.. إذا نقص على الاستراحة شيء.. حتى لو كان (بكت) دخان أو علبة معسل.. أو كيس فحم.

والمشكلة.. أن هناك من يرى أن هؤلاء مطلوبين في الاستراحة بل يعدهم البعض (ملح) الاستراحة وإذا غاب أحدهم فقدوه.. لأنهم يفقدون الحكي واللجلجة.. والأهم من ذلك (الخدمة) التي يقدمونها للبعض.. مثل صب لي بيالة شاهي أو (قرب لي المركا) يبو فلان؟!

هذا.. هو حال بعض الاستراحات.. أقول (بعض) لأن هناك استراحات (فنجال وعلوم رجال.. وشبَّة رجال.. ومجلس رجال).



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد